قال: حدثني زهمان بن رقيم عن الصلت بن مجالد عن القيل بن ميسور قال لما ارتحل عبد الله عن قرقيسيا ونزل على ماكسين فتحها صلحا على أربعة آلاف درهم من نقد بلادهم وألف حمل طعام حنطة وشعير فقلقوا من ذلك فترك لهم النصف وكذلك أهل الشمسانية ثم نزل على عربان فجاؤا إليه وصالحوه بما صالح به أهل ماكسين ثم ارتحل إلى المجدل فملكها وأقام ينتظر ما يرد عليه من أخبار أميره عياض بن غنم وهو نازل على نهر البلخ فكتب إليه يعلمه بما فتح الله على يديه فلما وصل الكتاب إليه كتب إليه أن الزم مكانك حتى يأتيك أمري والسلام قال سهل بن مجاهد بن سعيد لما فتح الله على يد عبد الله بن غسان أرض الخابور صلحا واقام بالمجدل أنشد قيس بن أبي حازم البجلي هذه الأبيات:
أقمنا منار الدين في كل جانب. ... وصلنا على أعدائنا بالقواضب.
ودان لنا الخابور مع كل أهله. ... بفتيان صدق من كرام العرائب.
هزمناهم لما التقينا بماسح. ... وثار عجاج النقع مثل السحائب.
وكل همام في الحروب نخاله. ... يكر بحمل في صدور الكتائب.
وجندل وفد الروم في كل جانب. ... تركناهمو في القاع نهبا لناهب.
وما زال نصر الله يكنف جمعنا. ... ويحفظنا من طارقات النوائب.
فلله حمد في المساء وبكرة. ... وما لاح نجم في سدوان الغياهب.