للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربيعة بن عامر والأصيد بن سلمة وعكرمة ابن ابي جهل وعتبة بن العاص والفارع بن حرملة وسلم إليهم المفاتيح وقال افتحوا الأبواب وارفعوا أصواتكم بالتهليل اخوانكم المسلمين من حول المدينة كاملون فتبادر الخمسة إلى الباب القبلي وهو باب حمص وفتحوه ورفعوا اصواتهم بالتهليل والتكبير ودخلوا المدينة وإذا هم بعسكر الزحف وعلى المقدمة خالد بن الوليد رضي الله عنه فأجابوهم بالتهليل والتكبير ودخلوا المدينة وسمع أهل الرستن أصوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلموا إنهم في قبضتهم وأن مدينتهم قد أخذت من ايديهم فاستسلموا جميعا وخرجوا إليهم وقالوا: لهم أنا لا نقاتلكم ونحن الآن اسرى لكم فاعدلوا فينا فأنتم أحب إلينا من قومنا.

قال فعرض خالد بن الوليد رضي الله عنه الإسلام عليهم فأسلم منهم كثير وبقي الأكثر يؤدون الجزية واما أميرهم نقيطاس فإنه قال: لا أريد بديني بدلا فقال له خالد بن الوليد: الآن فاخرج باهلك عنا وحدث قومك بعدلنا فأخرجوه من الرستن فتوجه بأهله وأمواله إلى حمص وأعلم أهلها بفتح الرستن فصعب ذلك على أهل حمص وعلموا أن العرب تصبحهم أو تمسيهم بالغارة وبعث عبد الله بن جعفر الطيار إلى أبي عبيدة يخبره بالفتح والنصر فسجد لله شكرا وبعث إليهم ألف رجل من اليمن ووصاهم بحفظ الرستن وأمر عليهم هلال بن مرة اليشكري فلما استقروا بالرستن رحل خالد بن الوليد رضي الله عنه وعبد الله بن جعفر وأهلهم وعساكرهم وتوجهوا إلى حماة وكان أهل حماة في صلح المسلمين كما ذكرنا وكذلك أهل شيزر إلا أن بطريق أهل شيزر مات وبعث إليهم الملك هرقل بطريقا عاتيا جبارا اسمه نكس ففسخ الصلح وأذاق أهل شيزر ضرا وشرا وكان يصادرهم ويأخذ أموالهم ويحتجب عنهم لاهيا في أكله وشربه فلما بلغ الخبر الأمير أبا عبيدة بعث خيلا جريدة إلى شيزر فغارت الخيل على بلدهم ووقعت الضجة بشيزر وسمع البطريق نكس الضجة فنزل إليهم من قلعته واظهر لهم بعض حجابه وجلس في بيعتهم المعظمة عندهم وجمع الرؤساء منهم وقال لهم: يا أهل شيزر أنتم تعلمون أن الملك هرقل قد استخلفني عليكم أحفظ مدينتكم وامنع عن حريمكم وأموالكم ثم فتح خزانة السلاح وفرق عليهم العدد وامرهم بالحرب والقتال فبينما القوم كذلك إذ أشرف عليهم خالد بن الوليد في أصحابه ومعه جيش الزحف فنزلوا بأزائهم واشرف بعده يزيد بن أبي سفيان بأصحابه فنزل عليهم واشرف بعد الأمير أبو عبيدة في عساكره جميعهم فلما نظر أهل شيزر تلاحق العساكر بهم هالهم ذلك وعظم عليهم وحارت أبصارهم.

قال الواقدي: فلما نظر أبو عبيدة رضي الله عنه كتب إلى أهل شيزر كتابا يقول فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يا أهل شيزر فإن حصنكم ليس بأمنع من حصن

<<  <  ج: ص:  >  >>