للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخصائي فقلت لا والله الذي لا إله إلا هو لا فارقت دين الإسلام أبدا وما جاء به محمد عليه السلام فقال أجب إلى ديننا وأنا أعطيك المال كذا وكذا ومن الغلمان كذا وكذا ومن الجواري كذا وكذا قال عبد الله ثم دعا بسفط من الجوهر وقال إذا دخلت في ديني أعطيتك إياه فقلت لا والله لو أعطيتني ملكك وملك قومك ما فارقت دين الإسلام أبدا ولو أعطيتني كل ما تملكه فقال إذا لم ترجع إلى ديني قتلتك شر قتلة فقلت لست أفعل ولو قطعتني قطعا ولو أحرقتني بالنار لا رجعت عن ديني فاصنع ما أنت صانع قال فغضب من كلامي وقال: اسجد لهذا الصليب سجدة وأخلي سبيلك فقلت لست أفعل قال فكل من لحم الخنزير وأنا أطلقك قلت حاشى لله ما كنت بالذي أفعل قال فاشرب من هذا الخمر شربة واحدة وأطلقك قلت لا والله لا أشرب أبدا قال: وحق ديني لتأكلن وتشربن قهرا ثم أمر بي فجعلني في بيت وجعل عندي من ذلك اللحم والخمر وقال: إذا أضر به الجوع والظمأ أكل وشرب وأغلقوا علي الأبواب.

قال: حدثنا عامر بن سهل عن يوسف بن عمران عن سفيان بن خالد عمن يثق به أن هرقل كان قد مات بعد هزيمته من انطاكية بأيام قلائل مما دخل على قلبه من القهر ويقال أنه مات مسلما والذي فعل ذلك بعبد الله بن حذافة ولده نسطيوس وكانوا لقبوه باسم هرقل قال فلما كان في اليوم الرابع طلب عبد الله بن حذافة وقال للغلمان ما فعل قالوا: لم يأكل شيئا ولم يشرب وهو على حاله فقال له وزيره: أيها الملك أعلم أن هذا الرجل شريف في قومه لا يرى الذل فكل ما تفعله في هذا الرجل تفعله المسلمون إذا قبضوا على ملك منا قال: فاستدعاه وقال له: ما فعلت باللحم قال هو على حاله فقال: ما منعك أن تأكل قال فزعا من الله ورسوله وأيضا انه قد حل لي بعد ثلاثة أيام ولكن ما أردت أن تشمت بي الملحدون وورد كتاب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فلما قرأه أعطى عبد الله مالا كثيرا وثيابا وأعطاه لؤلؤا كثيرا هدية لعمر بن الخطاب وبعث معه خيلا إلى أن أخرجوه من الدروب ووصل إلى حلب ولقي المسلمين ففرحوا به ثم إنه سار إلى عمر بن الخطاب فلما رآه سجد لله شكرا وهنأه بالسلامة وحدثه بما كان من هرقل وأخرج له اللؤلؤ فلما رآه عمر عرضه على التجار فقالت التجار له هذا ما يقوم ومن جاءك به فقالت الصحابة خذه اليك بارك الله لك فيه فقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله إذا كنتم قد جعلتموني منه في حل فكيف أصنع بمن غاب من المسلمين ومن في بطون الامهات واصلاب الرجال من أولاد المهاجرين والانصار والمجاهدين في سبيل الله ولا طاقة لعمر بمطالبتهم يوم القيامة ثم باعه وجعل ثمنه في بيت المال.

<<  <  ج: ص:  >  >>