للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التميمي والابتداء عن المهلب وطلحة ومحمد قالوا: جميعا أو من قال منهم أنه لما فتح الله الشام على يد أبي عبيدة عامر بن الجراح وعلى يد خالد بن الوليد وفتح أرض مصر على يد عمرو بن العاص بن وائل السهمي كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة يقول له بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عامر بن الجراح سلام عليك فإني أحمد اليك الله الذي لا إله إلا هو واصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد فقد أجهدت نفسك في قتل الكفار وسارعت إلى رضا الجبار وقدمت لك ما تجده يوم عرضك ولم نر منك يوما معرضا عن أداء فرضك وقمت بسنة نبيك وجاهدت في الله حق جهاده تقبل الله منا ومنك وغفر لنا ولك فإذا قرأت كتابي هذا فاعقد عقدا لعياض بن غنم الأشعري وجهز معه جيشا إلى أرض ربيعة وديار بكر وإني أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يفتحها على يديه وأوصيه بتقوى الله والجهاد والاجتهاد في طاعته ولا يلحقه التواني في الجهاد ويتبع سنن المؤمنين المجاهدين وما أمر به سيد المرسلين مما أنزل عليه رب العالمين: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} [التوبة: ٧٣, التحريم: ٩] والسلام عليك وعلى جميع المسلمين ورحمة الله وبركاته ثم كتب كتابا آخر إلى عياض بن غنم بالولاية والمسير إلى أرض ربيعة الفرس وديار بكر قال: وبعث بالكتاب مع ساعدة بن قيس المرادي وزوده من بيت مال المسلمين وأمره بالمسير فسار إلى أن ورد على أبي عبيدة في طبرية فسلم إليه كتاب عمر وسلم الكتاب الثاني إلى عياض بن غنم الأشعري فلما قرأه ابو عبيدة قال السمع والطاعة لله ولأمير المؤمنين وهيأ عياضا بمسيره إلى الجهاد وعقد له عقدا على ثمانية آلاف منهم ألف صحابي من جملتهم خالد بن الوليد والنعمان بن المنذر وضرار بن الازور بن سابق وضمرة وعمرو بن ربيعة وذو الاداغير بن قيس والحكم بن هشام اليسع بن خلف وطلحة وعامر بن بهرام والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر وعبد الله بن يوقنا وكانوا قد قدموا على أبي عبيدة بعد فتوح مصر وكان قدومهم في شهر شوال سنة ست وعشرين من الهجرة وسار عياض بن غنم من طبرية في ثمانية آلاف يريد الجزيرة وعلى مقدمته خيل سهل ابن عدي فلم يزل سائرا حتى نزل على بالس وكان خالد قد فتحها صلحا فأقام عليها وسرح سهيل ابن عدي إلى الرقة فنزل على حصارها وكان عليها بطريق اسمه يوحنا وكان من قبل صاحب رأس العين وكان قد استعد للحرب وعبى آلة الحصار فلما رآي أهل الرقة أن صاحبهم معول على الحصار اجتمع بعضهم ببعض وقالوا: أي شيء أنتم بين أهل الشام وأهل العراق ولا مقام لكم بين يدي هؤلاء القوم قال فمشوا إلى عياض بن غنم بالصلح فرأى أن يقبل منهم فبعث إلى سهيل بن عدي أن يصالحهم على ما وقع عليه الاتفاق وارتحل عياض بن غنم عن بالس ونزل على الرقة البيضاء وفي ذلك قال سهيل بن عدي.

وصادفنا الغزاة غداة سرنا ... بجود الخيل والاسل الطوال

<<  <  ج: ص:  >  >>