للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجنادين في تسعين ألف فارس فخذ أهبتك للقائهم قال فلما سمع خالد ذلك ركب إلى أبي عبيدة وقال له: يا أمين الأمة هذا عباد بن سعد الحضرمي قد بعث به شرحبيل بن حسنة يخبر أن طاغية الروم هرقل قد ولى وردان على من تجمع باجنادين من الروم وهم تسعون الفا فما ترى من الرأي يا صاحب رسول الله فقال أبو عبيدة: اعلم يا أبا سليمان أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقون مثل شرحبيل بن حسنة بأرض بصرى ومعاذ بن جبل بحوران ويزيد بن أبي سفيان بالبلقاء والنعمان بن المغيرة بأرض تدمر وأركة وعمرو بن العاص بأرض فلسطين والصواب أن تكتب إليهم ليقصدونا حتى نقصد العدو ومن الله نطلب المعونة والنصر قال فكتب خالد إلى عمرو بن العاص كتابا يقول فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن إخوانكم المسلمين قد عولوا على المسير إلى اجنادين فإن هناك تسعين الفا من الروم يريدون المسير إلينا: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف:٨] فإذا وصل إليك كتأبي هذا فاقدم علينا بمن معك إلى اجنادين تجدنا هناك إن شاء الله تعالى والسلام عليك وعلى من معك من المسلمين ورحمة الله وبركاته وكتب نسخة الكتاب إلى جميع الأمراء الذين ذكرناهم ثم أمر الناس بالرحيل فرفعت القباب والهوادج على ظهور الجمال وساقوا الغنائم والأموال فقال خالد لأبي عبيدة: قد رأيت رأيا أن أكون على الساقة مع الغنائم والأموال والبنين والولدان والبنين والولدان وكن أنت على المقدمة مع خاصة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو عبيدة: بل أكون أنا على الساقة وأنت على المقدمة مع الجيش فإن وصل إليك جيش الروم مع وردان يجدوك على اهبة فتمنعهم من الوصول إلى الحريم والأولاد فلا يصلون إلينا إلا وانت قتلت فيهم وإلا كنت أنا ومن معي غنيمة لهم إذا كنت أنا في المقدمة فقال خالد: لست أخالفك فيما ذكرت ثم أن خالدا قال: أيها الناس إنكم سائرون إلى جيش عظيم فأيقظوا هممكم وأن الله وعدكم النصر وقرأ عليهم قوله تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: ٢٤٩] .

ثم أن خالدا أخذ الجيش وسار في المقدمة وبقي أبو عبيدة في ألف من المسلمين ونظر إلى ذلك أهل دمشق فعطفوا عليهم واقبلوا بسيوفهم وهم يظنون إنه منهزمون لأجل ما بلغهم من الجيش العظيم الذي هو بأجنادين فقال لهم عقلاؤهم: أن كانوا سائرين على طريق بعلبك فأنهم يريدون فتحا وفتح حمص وأن كانوا على طريق مرج راهط فالقوم لا شك هاربون إلى الحجاز ويتركون ما أخذوا من البلاد قال: وكان بدمشق بطريق يقال له بولص: وكان عظيما عند النصراينة وكان إذا قدم على الملك يعظمه وكان الملعون فارسا وذلك إنهم كان عندهم شجرة فرماها بسهم فغاص السهم في الشجرة من قوة ساعده ثم أن من عجبه كتب عليها أن كل من يدعي الشجاعة فليزم بسهمه إلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>