أتينا لاهناس بكل غضنفر. ... على كل صاهل من الخيل أجرد.
فإن هم أطاعونا شكرنا فعالهم. ... والا أبدناهم بكل مهند.
ونخرب أهناسا ونقتل أهلها. ... إذا خالفوا دين النبي محمد.
قال الراوي: ونزل قريبا من الفضل ولما كان غروب الشمس أقبل زياد بن أبي سفيان رضي الله عنه بمن معه وكبر هو والمسلمون وهز الراية وأنشد يقول:
هلموا إلى أهناس يا آل هاشم. ... ويا عصبة المختار نسل الاعاظم.
ودونكم ضرب السهام وبشدة. ... وقطع رؤوس ثم فلق جماجم.
لننصر دينا للنبي محمد. ... نبي الهدى المبعوث من آل هاشم.
قال الراوي: وبات المسلمون رضي الله عنهم يقرءون القرآن ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتحارسون حتى لاح الفجر ثم اقبل المقداد رضي الله عنه باصحابه وكبر هو والمسلمون ولما قرب من أصحابه هز الراية وأنشد يقول:
أنا الفارس المشهور في كل موطن. ... وناصر دين للنبي محمد.
لعلل ننال الفوز عند الهنا. ... فيافوز من أضحى نزيل المؤيد.
قال الراوي: ونزل بإزء الفضل وتكلم الأمراء المتقدم ذكرهم قال: ولما رأونا ظنوا أن ليس وراءنا أحد وقعدنا ذلك اليوم ولم نكلمهم ولم يكلمونا فلما كان اليوم الثاني عند طلوع الشمس إذا بالغبار قد طلع والقتام قد ارتفع من خيول عادية وعليها فوارس حجازية وكبر المسلمون ورفعوا راياتهم الإسلامية وأعلامهم المحمدية فسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصياح فخرج الأمراء إلى لقائهم وإذا في أوائلهم خالد بن الوليد رضي الله عنه والى جانبه غانم بن عياض الاشعري وأبو ذر الغفاري وأبو هريرة الدوسي واسمه عبد الرحمن وبقية الأمراء والمهاجرون والانصار فلما رأت الروم ذلك من قريب دخل الرعب في قلوبهم ونزل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبا من أهناس كل منهم في مركزه وأقاموا ذلك اليوم فلما كان اليوم الثالث جمع خالد الأمراء وأصحاب الرايات واستشارهم فيمن يمضي إلى بطريق أهناس فقال المقداد أنا له فقال له خالد: أنت له فخذ من شئت فأخذ معه ضرار بن الازور وميسرة بن مسروق العبسي وقال لهم خالد: أدعوه إلى الإسلام فإن أبى فالجزية فإن أبى فالقتال واحرصوا على أنفسكم.