للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شمول الرحمة وسعتها فوسع كل شيء برحمته وربوبيته مع أن في كونه رباً للعالمين ما يدل على علوه على خلقه وكونه فوق كل شيء"١ أ. هـ.

معنى المغفرة: قال الزجاج رحمه الله تعالى: "الغفور" هو فعول من قولهم غفرت الشيء إذا سترته وفعول موضوع للمبالغة وكذلك فعال٢.

وجاء في النهاية: "الغفار الساتر لذنوب عباده، وعيوبهم المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم، وأصل الغفر التغطية يقال: غفر الله لك غفراً، وغفراناً ومغفرة والمغفرة إلباس الله ـ تعالى ـ العفو للمؤمنين"٣.

وجاء في القاموس: "غفره ستره وغفر الله ذنبه يغفره غفراً........ غطى عليه وعفا عنه"٤.

وقال العلامة ابن رجب٥ رحمه الله تعالى: "المغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها" أ. هـ٦.

والذي نستفيده من هذه الأقوال التي ذكرت حول بيان معنى اسمه ـ تعالى ـ "الرحيم" واسمه ـ تعالى ـ "الغفور".

إن اسمه ـ تعالى ـ "الرحيم" يدل على كثرة من تناله الرحمة من خالقه فهي صفة فعل باعتبار تجددها على حسب أحوال المرحومين، وهي صفة ذات باعتبار أصلها لأن الله ـ تعالى ـ لم يزل ولا يزال متصفاً بهذه الصفة.


١- مدارج السالكين: ١/٣٥.
٢- تفسير أسماء الله الحسنى ص٩٦.
٣- ٣/٣٧٢.
٤- ٢/١٠٦.
٥- هو: الإمام الحافظ: عبد الرحمن بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي ثم الدمشقي أبو الفرج زين الدين ولد في بغداد سنة ست وثلاثين وسبعمائة وتوفي سنة خمس وتسعين وسبعمائة هجرية في دمشق. أنظر ترجمته في "شذرات الذهب" ٦/٣٣٩، الدرر الكامنة ٢/٣٢١، طبقات الحافظ للسيوطي ص٥٤٠ رقم الترجمة "١١٧٠".
٦- جامع العلوم والحكم ص٣٤٤.

<<  <   >  >>