للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصحاب النار لأنهم قصدوا بأعمالهم غير الله فوقعوا في الشرك والله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك.

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي تركته وشركه" ١.

فعلى الإنسان أن يجتهد في تحقيق الإخلاص في أقواله وأفعاله التي يتقرب بها إلى الله ـ جل وعلا ـ وأن يحاول جاهداً أن يربي نفسه ويعودها الأخذ بالإخلاص في جميع أعماله إذ الإخلاص من أشق الأشياء عليها.

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "أمر النية شديد".

وقال سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي لأنها تنقلب عليَّ".

وقال يوسف بن أسباط: "تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد".

وقال سهل بن عبد الله التستري: "وليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب".

وقال يوسف بن الحسين: "أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم اجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، وكأنه ينبت فيه على لون آخر فيجب على من نصح نفسه أن يكون اهتمامه بتصحيح نيته وتخليصها من الشوائب فوق اهتمامه بكل شيء لأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى"٢ فالسلف كانوا يجتهدون غاية الاجتهاد في تصحيح نياتهم ويرون الإخلاص أعز الأشياء، وأشقها على النفس، وذلك لمعرفتهم بالله، وما يجب له وبعلل الأعمال، وآفاتها، ولا يهمهم العمل لسهولته عليهم، وإنما يهمهم سلامة العمل وخلوه من الشوائب المبطلة لثوابه أو المنقصة له، فقلب الإنسان هو الأساس في عبادة الله ـ تعالى ـ وهو موضع نظر الله تعالى، ومحل عنايته كما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن


١- رواه مسلم ٤/٢٢٨٩.
٢- انظر هذه الأقوال في "الرسالة السابعة" تعريف العبادة وتوحيد العبادة والإخلاص ـ للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بأبي بطين ـ ضمن مجموعة التوحيد لشيخ الإسلام ابن تيمة والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهما ص١٨٦.

<<  <   >  >>