للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مشروعاً كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء" أ. هـ١

والذي نخلص إليه مما تقدم أن التوكل عبادة تعبد الله به عباده وأمرهم جميعاً بأن يخلصوه له وحده لا شريك له، وأن التوكل لا يتنافى مع الأسباب لأن الشرع أثبت الأسباب والمسببات وحكم على قول من أنكرها بالبطلان والفساد فالشرع جاء بالأمر بالتداوي٢، ولا ينافي ذلك توكل الإنسان على ربه لأن التداوي من الأسباب المشروعة التي أباحها الله ـ تعالى ـ بل لا يكمل للعبد توحيده إلا بمباشرة الأسباب التي جعلها الله مقتضية لمسبباتها كوناً وشرعاً، وتعطيل الأسباب يقدح في التوكل، كما يقدح في أمر الله وحكمته البالغة، فالإنسان يتوكل على الله في كل أموره مع مباشرة الأسباب ولا يعتمد عليها بل يجعل قلبه متعلقاً بربه الذي له الفضل في إيجاد السبب والمسبب.


١- تيسير العزيز الحميد ص٨٦/ والحديث في صحيح البخاري ٤/٨.
٢- انظر سنن ابن ماجة ٢/١١٣٧، المسند ٤/٢٧٨.

<<  <   >  >>