للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بك من شر الشيطان وشركه"١ أي حبائله ومصائده يعني ما يدعو إليه، ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى٢.

ومما تقدم يتبين أن مدلول كلمة "الشرك" تطلق على النصب والتسوية، والمخالطة والمصاحبة، والكفر، وحبائك الصيد والشبكة، والقاعدة المتبعة في اللغة العربية أن الكلمات ذات المادة الواحدة، يكون فيما بينها ترابط وثيق وإذا تأملنا المدلولات السابقة لكلمة "الشرك" نلمس الترابط الواضح فيما بينها.

فالشرك أن يجعل غير الله مشاركاً له فيما هو من خالص حقه على عباده، ومن فعل هذا فقد سوى بين الله وبين من أشركه معه في العبادة بمعنى أنه اتخذ إلهاً آخر مع الله لأنه قصد غير الله بشيء من العبادة فجعله شريكاً لله في عبادته بقدر كبير، أو صغير في ذات، أو وصف.

وأما تعريف الشرك في الإصطلاح:

فقد تنوعت عبارات العلماء في تحديده، وعلى الرغم من تنوعها فإن كل عبارة منها تكمل الأخرى.

فبعض أئمة اللغة جعله بمعنى الكفر.

قال صاحب القاموس: "وأشرك بالله كفر" أ. هـ٣.

وجاء في تهذيب اللغة "الشرك أن تجعل لله شريكاً في ربوبيته تعالى الله عن الشركاء والأنداد" أ. هـ٤.

وقال الراغب: "وشرك الإنسان نوعان":

أحدهما: الشرك العظيم، وهو إثبات شريك لله تعالى يقال: أشرك فلان بالله وذلك أعظم كفر قال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً} ٥ وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا


١- رواه الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة ٥/١٣٤، والدارمي في سننه ٢/٢٩٢.
٢- تهذيب اللغة ١٠/١٨ تاج العروس ٧/١٤٩، لسان العرب ١٠/٤٥٠.
٣- ٣/٣١٨.
٤- ١٠/١٦.
٥- سورة النساء آية: ١١٦.

<<  <   >  >>