للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثيره أكبر، وضد الشرك الأكبر والأصغر التوحيد والإخلاص وهو إفراد الله ـ تعالى ـ بالعبادة باطناً وظاهراً. أ. هـ١.

الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر:

أما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر فمن وجوه:

أولاً: أن الشرك الأكبر لا يغفر الله لصاحبه، وأما الأصغر فتحت المشيئة.

الثاني: أن الشرك الأكبر محبط لجميع الأعمال، وأما الأصغر فلا يحبط إلا العمل الذي قارنه.

الثالث: أن الشرك الأكبر مخرج لصاحبه من ملة الإسلام، وأما الأصغر فلا يخرجه منها.

الرابع: أن الشرك الأكبر صاحبه خالد في النار، وأما الأصغر فكغيره من الذنوب، وقيل: "إنه لا يغفر لصاحبه إلا بالتوبة كالأكبر وهذا هو الصواب"٢.

تعريف الشرك الخفي:

الشرك الخفي هو النوع الثالث من أنواع الشرك وقد بين حقيقته المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى قال: الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل" ٣.

قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قوله: "فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل" فسر الشرك الخفي بهذا أن يعمل الرجل العمل لله، لكن يزيد فيه صفة كتحسينه وتطويله ونحو ذلك لما يرى من نظر رجل فهذا هو الشرك الخفي، وهو الرياء، والحامل له على ذلك هو حب الرياسة والجاه عند الناس" أ. هـ٤.

وقال صلى الله عليه وسلم: "الشرك الخفي أن يعمل الرجل لمكان الرجل"٥.


١- تيسير العزيز الحميد ص٤٧٢.
٢- الكواشف الجلية ص٢٦٧.
٣- رواه أحمد في المسند ٣/٣٠ وابن ماجة في السنن ٢/١٤٠٦.
٤- تيسير العزيز الحميد ص٤٧٢.
٥- رواه الحاكم في المستدرك وصححه وأقره على ذلك الذهبي من حديث أبي سعيد الخدري ٤/٣٢٩.

<<  <   >  >>