للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سعيد الخدري رضي الله عنه قال صاحب تيسير العزيز الحميد١ قال الطيبي٢ مبيناً ضرر الشرك الخفي على الإنسان: "وهو من أضر غوائل النفس، وبواطن مكائدها، يبتلى به العلماء والعباد والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة فإنهم مهما قهروا أنفسهم وفطموها عن الشهوات، وصانوها عن الشبهات، عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة، الواقعة على الجوارح، فطلبت الاستراحة إلى الظاهر بالخير، وإظهار العلم والعمل فوجدت مخلصاً من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق ولم تقتنع باطلاع الخالق تبارك وتعالى: وفرحت بحمد الناس، ولم تقنع بحمد الله وحده فأحببت مدحهم وتبركهم بمشاهدته وخدمته وإكرامه وتقديمه في المحافل فأصابت النفس في ذلك أعظم اللذات، وأعظم الشهوات وهو يظن أن حياته بالله ـ تعالى ـ وبعبادته، وإنما حياته هذه الشهوة الخفية التي تعمى عن دركها العقول النافذة، قد أثبت اسمه عند الله من المنافقين وهو يظن أنه عند الله من عباده المقربين وهذه مكيدة للنفس لا يسلم منها إلا الصديقون، ولذلك قيل آخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرياسة"أ. هـ٣.

وباستطاعة الإنسان أن يتخلص من هذا الشرك الخفي بأمرين اثنين:

الأول: الإخلاص بأن يكون عمله خالصاً لوجه الله ـ تعالى ـ.

الثاني: أن يكون العمل موافقاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

كفارة الشرك الخفي:

على الرغم من خطورة الشرك الخفي كما عرفنا ذلك مما تقدم وأنه صلى الله عليه وسلم خافه على سادة هذه الأمة وهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وأن لا يسلم منه إلا من عصمه الله ـ تعالى ـ.


١- هو الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله ـ تعالى ـ.
٢- هو الحسين بن محمد بن عبد الله شرف الدين الطيبي. من علماء الحديث والتفسير والبيان كان ذا ثروة طائلة من الإرث والتجارة فأنفقها في وجوه الخير حتى افتقر في آخر عمره، كان شديد الرد على أهل البدع، وكان ملازماً لتعليم طلبة العلم له مؤلفات في البلاغة والتفسير، والحديث. أنظر ترجمته في الدرر الكامنة ٢/٦٨ ـ ٦٩، كشف الظنون ١/٧٢٠، شذرات الذهب ٦/١٣٧ ـ ١٣٨، بغية الوعاة ١/٥٢٢، البدر الطالع للشوكاني ١/٢٢٩.
٣- انظر تيسير العزيز الحميد ص٤٧٣.

<<  <   >  >>