للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثقيف فهدمها وحرقها بالنار١ غير أن ابن جرير روى في تفسيره عن مجاهد في قوله تعالى {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى} ٢ قال كان يلت السويق فمات فعكفوا على قبره٣ وقد روى البخاري في صحيحه موقوفاً على ابن عباس قاتل: كان اللات رجلاً يلت سويق الحاج٤.

ثم اتخذت العرب بعد اللات "العزى" فهي تعتبر أحدث من "اللات" اتخذها رجل يقال له: ظالم بن أسعد بوادي نخلة فوق ذات عرق وبنوا عليها بيتاً فكانوا يسمعون منها الصوت وذكر ابن عباس أنه كانت للعزى شيطانه تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد فقال: ائت بطن نخلة فإنك ستجد ثلاث سمرات فاعضد الأولى فأتاها فعضدها فلما جاء إليه قال هل رأيت شيئاً؟ قال: لا. قال: فاعضد الثانية فعضدها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: هل رأيت شيئاً: قال: لا. قال: فاعضد الثالثة فأتاها فإذا هو بحبشية نافشة شعرها واضعة يديها على عاتقها تضرب بأنيابها وخلفها سادنها فقال خالد:

كفرانك لا سبحانك ... إني رأيت الله قد أهانك

ثم ضربها ففلق رأسها فإذا هي حممة وقتل السادن ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال: تلك العزى ولا عزى بعدها للعرب وكانت العزى لأهل مكة في موضع قريب من عرفات وكانت شجرة يذبحون عندها ويدعون. اهـ٥.

قال الكلبي٦ في كتابه الأصنام:

"وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وأعظمها "هبل" وكان فيما بلغني من عقيق أحمر على صورة الإنسان وكانوا إذا اختصموا في أمر أو أرادوا سفراً أتوه فاستقسموا


١- الأصنام ص١٦ ـ ١٧، إغاثة اللهفان ٢/٢١٢.
٢- سورة النجم آية: ١٩.
٣- جامع البيان ٢٧/٥٨.
٤- صحيح البخاري مع الفتح ٨/٦١١.
٥- الأصنام لابن الكلبي ص١٧ ـ ١٨، ٢٥ ـ ٢٦.
٦- هو أبو المنذر هشام بن محمد أبي النضير بن السائب بن بشر الكلبي مؤرخ عالم كثير التصانيف توفي سنة أربع ومائتين هجرية انظر الأعلام للزركلي ٩/٧٨.

<<  <   >  >>