للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنده بالقداح وهو الذي قال أبو سفيان يوم أحد أعل هبل فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "قولوا الله أعلى وأجل" ١.

وهناك أصنام قوم نوح التي ذكرها الله في كتابه فإنها آلت إلى العرب وعبدوها وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} ٢ وقد قدمنا قول ابن عباس كان هؤلاء قوماً صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم فلما طال عليهم الأمد عبدوهم.

فكان "ود" لبني كلب بن مرة بن تغلب بن حلوان عن عمران بن الحاف بن قضاعة وكان منصوباً بدومة الجندل٣.

وكان "سواع" لبني هذيل بن إلياس بن مدركة بن مضر، وكان منصوباً بمكان يقال له "رهاط"٤.

وأما يغوث: فكان لبني أنعم من طيئ ولأهل جرش٥ من مذحج وكان منصوباً بجرش، وأما يعوق، فكان بأرض همدان من اليمن لبني خيوان بطن من همدان.

وأما "نسر" فقد كان بأرض حمير لقبيلة يقال لهم: "ذو الكلاع"٦ وكان أول من غير دين إبراهيم الخليل بالبدع المحدثة ونشر الأصنام في الجزيرة العربية رجل يقال له: عمرو بن عامر الخزاعي وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار كان أول من سيب السوائب"٧ وقد اختلفت الروايات في الكيفية التي نشر بها عمرو الأصنام في الجزيرة العربية فإحدى الروايات تقول: أنه كان له رئي من الجن وهو الذي دله على الأصنام التي كانت عند قوم نوح وكانت قد دفنت منذ عهد نوح حيث قذفها الطوفان إلى ساحل جدة فوارتها الرمال على كر الأيام فجاء رئيه من الجن فأخبره بذلك فنبشها عمرو ووزعها على عرب الجزيرة، ودعاهم إلى عبادتها٨.


١- كتاب الأصنام ص٢٨ والحديث رواه البخاري انظر الفتح ٦/١٦٢ ـ ١٦٣ من حديث البراء بن عازب.
٢- سورة نوح آية: ٢٣.
٣- دومة الجندل: بلدة في وادي القرى في الشمال الشرقي من المدينة المنورة منها. انظر معجم البلدان ٢/٤٨٧.
٤- رهاط كغراب موضع على ثلاث ليال من مكة. انظر معجم البلدان ١/١٠٧.
٥- جرش: كزفر مخلاف باليمن انظر معجم البلدان ٢/١٢٦.
٦- انظر الأصنام لابن الكلبي ص٥٥، ٥٧، إغاثة اللهفان ٢/٢٠٧ ـ ٢٠٨ البداية لابن كثير ٢/٢٠٨ مطبعة الفجالة الجديدة بدون تاريخ.
٧- صحيح البخاري مع الفتح ٨/٢٨٣.
٨- إغاثة اللهفان ٢/٢٠٧.

<<  <   >  >>