للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليحفظوا الإنسان من أمامه، ومن ورائه، فإذا جاء قدر الله الذي قدر أن يصل إليه خلوا عنه١.

وقال مجاهد: "ما من عبد إلا له ملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما منها شيء يأتيه إلا قال له الملك وراءك إلا شيء أذن الله فيه فيصيبه".

وقال رجل لعلي بن أبي طالب: "إن نفراً من مراد يريدون قتلك فقال ـ أي علي ـ إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه، إن الأجل جنة حصينة"٢.

والمعقبات المذكورة في آية ـ سورة الرعد ـ هي المقصودة بالآية الأخرى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} ٣.

فالحفظة الذين يرسلهم الله يحفظون العبد حتى يأتي أجله المقدر له.

وورد أن الملائكة يؤمنون على قراءة المصلي، قال عليه الصلاة والسلام: "إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" ٤.

وورد أنهم يدعون لمنتظر الصلاة كما جاء في الصحيحين "أن الملائكة تصلي على الذي يأتي المسجد للصلاة فتقول: اللهم صل عليه اللهم ارحمه ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه" ٥.

وورد أنهم يلعنون من هجرت فراش زوجها لما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح" ٦ وأعمال الملائكة كثيرة جداً فإنهم يقومون على مختلف شؤون هذا الكون مما نشاهده وما لا نشاهده، وإذا تأمل الإنسان


١- جامع البيان عن تأويل آي القرآن ١٣/١١٧، البداية والنهاية ١/٥٤.
٢- جامع البيان ١٣/١١٩ وانظر البداية والنهاية ١/٥٤.
٣- سورة الأنعام آية: ٦١.
٤- صحيح البخاري ٣/٩٧، صحيح مسلم ١/٣٠٧.
٥- صحيح البخاري ٢/٢١٤، صحيح مسلم ١/٤٥٩ كلاهما من حديث أبي هريرة.
٦- ٢/٢١٥.

<<  <   >  >>