للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير، أو كما بين مكة وبصرى"١.

وروى الإمام أحمد من حديث حكيم بن معاوية عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ" ٢.

وأما مقدار المسافة التي تكون بين كل بابين:

فقد قدرت بمسيرة سبعون عاماً. روى الطبراني٣ في معجمه والإمام أحمد في مسنده من حديث لقيط بن عامر رضي الله عنه أنه خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت يا رسول الله فما الجنة والنار؟ قال: لعمر إلهك أن للنار سبعة أبواب ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً، وأن للجنة ثمانية أبواب ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً ... الحديث٤.

وهذا الحديث الظاهر منه أن هذه المسافة بين الباب، والباب لأن ما بين مكة وبصرى لا يحتمل التقدير بسبعين عاماً، ولا يمكن حمله على باب معين لقوله "ما منهن بابان" والله أعلم٥.

وبعد أن ذكرنا أبواب الجنة وما يتعلق بهما من حيث سعتها والمسافة التي تكون بين كل بابين من أبوابها يحسن بنا أن نتبع ذلك بالمفتاح الذي تفتح به تلك الأبواب.

فنقول: إن تلك الأبواب لا تفتح إلا لمن يملك مفتاحها ولا بد لهذا المفتاح من أسنان حتى يكون صالحاً للفتح، ومفتاح تلك الأبواب هي كلمة التوحيد، وشهادة


١- صحيح مسلم ١/١٨٥ ـ ١٨٦، صحيح البخاري ٣/١٥٠.
٢- المسند ٥/٣، وانظر خطبة عتبة بن غزوان في صحيح مسلم ٤/٢٢٧٨ ـ ٢٢٧٩، ومسند أحمد ٤/١٧٤.
٣- هو: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم من كبار المحدثين أصله من طبرية الشام وإليها نسبته. ولد "بعكا" سنة ستين ومائتين، وتوفي سنة ستين وثلاثمائة هجرية. انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" ١/٢١٥، النجوم الزاهرة ٤/٥٩، تهذيب دمشق لابن عساكر ٦/٢٤٠.
٤- الحديث بطوله في "معجم الطبراني الكبير" ١٩/٢١١ ـ ٢١٤، والمسند ٤/١٤.
٥- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ص٩٦.

<<  <   >  >>