للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قل: بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد سبع مرات" ففعلت فشفاني الله ـ عز وجل ـ١.

وروى البخاري: بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون" ٢.

وروى البخاري أيضاً: من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "تقول جهنم قطٍ، قط٣ وعزتك" ٤. فهذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن جهنم تحلف بعزة الله ـ جل وعلا ـ وهو دليل واضح على إثبات هذه الصفة، كما أنه دليل على جواز الحلف بعزة الله، وغيرها من الصفات مثلها، يجوز الحلف بها.

والذي نخلص إليه مما تقدم من آيات قرآنية، وأحاديث نبوية صحيحة يتبين لنا أن الله ـ تعالى ـ أثبت لنفسه صفة العزة كما أثبتها له أنبياؤه ورسله وملائكته كما قال جبريل عليه السلام حين رأى الجنة وما أعد فيها لأهلها: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ... " الحديث٥ كما أثبتها له عباده المؤمنون الموحدون ولم ينكرها إلا من أشرب قلبه بمذهب التعطيل من الجهمية والمعتزلة فصفة العزة ثابتة لله ـ تعالى ـ بالأدلة القطعية التي لا تقبل المراء ولا الجدال فلا يمكن أن يكون أحد من الخلق معتزاً إلا به ـ تبارك وتعالى ـ.

ولا عزة لأحد إلا هو مالكها ـ جل وعلا ـ ومن يريد العزة فليطلبها من الله، ولا يمكن أن ينالها أحد إلا بطاعته ـ ربه وسبحانه وتعالى ـ ولذلك أثبتها الله لرسوله ولعباده وأوليائه المؤمنين الذين أخلصوا له العبادة وأطاعوه حق الطاعة طمعاً في ثوابه وفراراً من عقابه والتزموا نهج الكتاب والسنة، واتبعوا ما عليه سلف الأمة في إثبات صفات الله ـ تعالى ـ التي نطق بها الكتاب ونطقت بها السنة وأذاعها السلف في جميع الأمة، وبعد هذه الأدلة


١- ٢/٣٣٨، والبيهقي في الأسماء والصفات ص١٦٥.
٢- صحيح البخاري مع الفتح ١٣/٣٦٨.
٣- قال في النهاية: قط، قط: بمعنى: حسب وتكرارها للتأكيد ٤/٧٨.
٤- صحيح البخاري مع الفتح ١٣/٣٦٨.
٥- رواه أحمد في المسند من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ٢/٣٣٣.

<<  <   >  >>