للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القاطعة المقنعة لا يبقى أي مدخل لمن يقول: إن الله ـ عزيز ـ بلا عزة ـ قدير ـ بلا قدرة لأن هذه الأدلة الجمة تبطل زعمهم، وترد مقالتهم الباطلة كما ترد مذهب الجهمية الذين ينكرون الأسماء والصفات، كما تبين فساد قول القائلين بتأويل صفاته ـ تعالى ـ بمعان غير واردة، أو فرق بينها بأن أثبت بعضها على ما يليق بالله ـ تعالى ـ وادعى وجوب تأويل البعض الآخر كما فعل ذلك بعض الطوائف١ وهو تصرف خاطئ، ولا شك أن أدلة الكتاب والسنة وإجماع المؤمنين من هذه الأمة كل ذلك صفعة لهم على رؤوسهم وإبطال لكل انتحالاتهم فعلى كل الفرق التي ضلت في صفات الله ـ تعالى ـ تبعاً للهوى والرأي الفاسد أن ترجع إلى الصواب وتؤمن بما جاء في الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، من الإيمان بالأسماء والصفات وتبتعد عن التمثيل، والتعطيل وعن التحريف، والتكييف ومن ثم لا يترتب على ذلك أي محذور يتصورونه بأفكارهم الضيقة لأنه ـ تعالى ـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ٢.


١- مثل الأشعرية الكلابية، انظر "مقالات الإسلاميين" ١/٢٤٩ وما بعدها.
٢- سورة الشورى، آية: ١١.

<<  <   >  >>