للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنه الحكمة لأنها تمنع الفرس من التمرد، وكذا الحكمة تمنع الرجل عن السفاهة، ومنه الحكم لأنه يمنع الخصمين عن التعدي ومنه قولهم "في بيته يؤتى الحكم"١.

فاسمه ـ تعالى ـ الحكيم من لوازمه ثبوت الغايات المحمودة المقصودة له بأفعاله ووضعه الأشياء في مواضعها وإيقاعها على أحسن الوجوه فإنكار ذلك إنكار لهذا الإسم ولوازمه، وكذلك سائر أسمائه الحسنى"٢.

"فأسماء ـ الرب تبارك وتعالى ـ دالة على صفات كماله فهي مشتقة من الصفات فهي أسماء وهي أوصاف وبذلك كانت حسنى إذ لو كانت ألفاظاً لا معاني فيها لم تكن حسنى ولا كانت دالة على مدحٍ ولا كمال، ولساغ وقوع أسماء الإنتقام والغضب في مقام الرحمة والإحسان وبالعكس فيقال: "اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت المنتقم واللهم أعطني فإنك أنت الضار والمانع ونحو ذلك"٣.

فصفة الحكمة من صفاته ـ تعالى ـ القائمة به كسائر صفاته الأخرى من السمع، والبصر والقدرة، والإرادة والعلم، والحياة والكلام وهذه الحكمة هي التي أمر لأجلها وخلق لأجلها، وقدر لأجلها ـ سبحانه وتعالى ـ.

والحكمة نوعان:

أحدهما: حكمة في خلقه وهي نوعان: الأول: إحكام هذا الخلق وإيجاده في غاية الإحكام والإتقان.

الثاني: صدوره لأجل غاية محمودة مطلوبة له ـ جل وعلا ـ وهي التي أمر لأجلها، وخلق لأجلها.

النوع الثاني: الحكمة في شرعه وهي تنقسم إلى قسمين أيضاً:

الأول: كونها في غاية الإحسان والإتقان.

الثاني: صدورها لغاية مطلوبة وحكمة عظيمة يستحق عليها الحمد.


١- تفسير أسماء الله الحسنى ص٤٣.
٢- مدارج السالكين ١/٣١.
٣- المصدر السابق ١/٢٨.

<<  <   >  >>