للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخبر ولا العقل فكان المصير إليه باطلاً قطعاً"١ فبطل قول المشركين وسقطت شبهتهم وظهر أمر الله ممثلاً في عقيدة التوحيد النقية من أدران الشرك وأوحال الوثنية.

رد دعوى اليهود في أن عزيراً ابن الله:

قلنا فيما تقدم أن الفرق التي نسبت إلى الله الولد ثلاث فرق هم بعض مشركي العرب، واليهود، والنصارى وقد تقدم الرد على دعوى مشركي العرب بأن الملائكة بنات الله بقي أن نعرض لإبطال دعوى اليهود في أن عزيراً ابن الله، وإبطال قول النصارى في زعمهم أن المسيح ابن الله.

ولقد ذكر القرآن الكريم دعوى اليهود، ورد عليها وبين فسادها وبطلانها قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ} ٢ هذه الآية بينت دعوى اليهود الباطلة في "العزير" ويا ترى هل اليهود جميعهم يقولون هذه المقالة أم بعضهم؟

اختلفت الرواية عن أهل العلم في أصحاب هذه المقالة من اليهود فقيل: هو رجل من اليهود اسمه "فنحاص بن عازوراء" وهو على ما جاء في بعض الروايات القائل: {إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} ٣.

كما أخرجه ابن المنذر عن ابن جريج٤ وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أتى جماعة من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهم سلام بن مشكم، ونعمان بن أبي أوفى، وشاس بن قيس ومالك بن الصيف فقالوا: كيف نتبعك يا محمد وقد تركت قبلتنا، وأنت لا تزعم أن عزيراً ابن الله فأنزل الله في ذلك: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ الله} ٥.

قال الرازي: "وعلى هذين القولين فالقائلون بهذا المذهب بعض اليهود إلا أن الله نسب ذلك القول إلى اليهود بناء على عادة العرب في إيقاع اسم الجماعة على الواحد


١- انظر تفسير الفخر الرازي: ٢٦/١٦٧ ـ ١٦٩ بتصرف.
٢- سورة التوبة، آية: ٣٠.
٣- سورة آل عمران، آية: ١٨١.
٤- انظر روح المعاني للألوسي: ١٠/٨١.
٥- جامع البيان: ١٠/١١٠ ـ ١١١، وانظر التفسير الكبير للرازي ١٦/٣٣ وانظر تفسير روح المعاني للألوسي ١٠/٨١.

<<  <   >  >>