للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنى إدخال البخاري هذه المتابعة وهي غير مسندة؟

فالجواب:

إنّ إدخال البخاري متابعة مَعمَر للأوزاعي، إنّما ذلك لأنّه تابعه عن يحيى ابن أبي كثير في هذا الحديث على ذكر المسح على العمامة فيه (١)، وإن كان مَعمَر لم يَذكُر إسناد جعفر بن عمرو، وذكره الأوزاعي، وقد روى هذا الحديث عبد الرزّاق عن مَعمر بإسناده هذا عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، عن عمرو بن أمية الضمري قال: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ" (٢)، ولم يَزِد، ولم يَذكُر المسحَ على العمامة، وعبد الرزّاق من أَثبَت الناس في مَعمَر، وقد صَنَّف كتابًا جليلًا (٣) ذَكَر فيه باب المسح على العمامة، ولم يذكر فيه هذا الحديث، وذكره في باب المسح على الخفّين هكذا، لم يَذكُر


= - الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمر الأوزاعي أبو عمر، الفقيه، ثقة جليل، مات سنة (١٥٧)، ينظر: "تقريب التهذيب".
- يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي: ثقة ثبت، لكنّه يُدلِّس وُيرسِل، توفّي (١٣٢) وقيل قبل ذلك؛ ينظر: "تقريب التهذيب".
(١) ويؤيّده قول الحافظ: "أي ... في المتن لا في الإسناد، وهذا هو السبب في سياق المصنّف الإسناد ثانيًا، ليُبَيِّن أنّه ليس في رواية معمر ذكر جعفر"؛ انظر: "الفتح" (١/ ٣٦٩).
(٢) أخرجه عبد الرزّاق في "مصنّفه" (١/ ١٩١) ورقمه (٧٤٦)، وأخرجه أحمد في "المسند" (٤/ ١٧٩) من طريق عبد الرزّاق، وكذا البيهقي في "الكبرى" (١/ ٢٧١) من طريق عبد الرزّاق أيضًا.
وأخرجه من طريق أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق به، دون ذكر العمامة.
(٣) يقصد كتابه "المصنّف"، وهو مطبوع بتحقيق الشيخ حَبِيب الرحمن الأعظمي.

<<  <   >  >>