للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث الخامس عشر

سؤالك عن الصبيّ الذي قتله الخضر (١) أكان قد بلغ الحلم أم لم يبلغ أو كان مِمّن اجترح الذنوب أم لا؟ وما يجب أن يعتقد في أطفال المشركين، هكذا في كتابك عن الصبيّ الدي قتله الخضر.

فالجواب:

إنّه لو صحّ أنه كان صبيًّا حين قتله الخضر عليه السلام لصحّ أنه كان مِمّن لَم يبلغ الحُلُم، لأنّ اسم الصبيّ لا يقع على من احتلم، والصبيّ عند أهل اللغة المولود ما دام رضيعًا، فإذا فُطِم سُمِّي غلامًا إلى سبع سنين ويصير يافعًا إلى عشر سنين ثمّ يصير حَزَوَّرا، وإلى خمس عشرة منه (٢).

فالغلام الذي قتله الخضر قد سمّاه الله غلامًا ولم يُسمِّه صبيًّا ولا حَزوَّرا ولا رجلًا؛ وهذا الاسم حقيقته عند أهل اللغة ما ذكرتُ لك، وإذا كان ذلك كذلك ارتفع


(١) أخرجه البخاري في [العلم (١٢٢) باب ما يستحبّ للعالم إذا سئل أيّ الناس أعلم، فيكل العلم إلى الله]، وفي [التفسير (٤٧٢٥) باب {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}]، وفيه [(٤٦٢٧) باب {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا}]، وفيه [(٤٧٢٧) باب {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ}]، وأخرجه مسلم في [الفضائل (٢٣٨٠) باب من فضائل الخضر عليه السلام].
(٢) ذكر هذا الحافظ ابن عبد البرّ في "الاستذكار" (٣/ ١١٠)، و"التمهيد" (١٨/ ١٠٩).

<<  <   >  >>