ذكر رحمه الله (ص ١٨٨) فتنة القبر ومساءلة المقبور في معرض إثبات سماع المقبور بعد دفنه مباشرة قرع نعال مشيّعيه، قال:"وهذا لم نقله من جهة قياس ولا إعمال نظر، وإنّما قلناه اتّباعًا للآثار المتواترات المنقولة على ألسنة الجماعات الثقات الذين تناءت أوطانهم وبعدت ديارهم، واختلفت أهواؤهم، كلّهم ينقل في فتنة القبر آثارًا صحيحة من جهة النقل، لا يدفعها إلاّ مبتدع رادّ للسُّنّة".
[الفقرة الثالثة: السؤال في القبر]
ذهب رحمه الله (ص ١٩٢) إلى أنّ الكفّار والجاحدين يساءلون في القبر كالمسلمين والمنافقين، فقال رحمه الله:"وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنّ المنافق هو في الدرك الأسفل من النار، يساءل عن ذلك - أي: عن ربّه ونبيّه ودينه - فغير نكير أن يساءل عن ذلك أو بعضه أو ما يشبهه من جحد بآيات الله واستمعتها نفسه من كفّار قريش وغيرهم، وقد ثبت عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنّ اليهود تعذّب في قبورها، وسائر الكفّار في القياس مثلهم".
[الفقرة الرابعة: التسليم لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -]
ذكر رحمه الله (ص ١٩٤) معنى حديث أهل القليب ووجه مخاطبة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لهم، ثمّ قال:"ويمكن أن يكون معناه ما لا ندركه نحن، ولم نؤت من نوع هذا العلم إلاّ قليلاَ على إبانة من الله عز وجل، فإنّ ما صحّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تُضْرَب له الأمثال، ولا يدخل عليه المقاييس، فلا يؤمن عبد يجد حرجًا في نفسه من قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو العالم بمراد الله عز وجل وبه علمنا ما علمنا".