المبحث الأوّل اختيارات ابن عبد البرّ العلمية في كتاب "الأجوبة"
المطلب الأوّل: التفسير
- قال (ص ١٩٤) في توجيه معنى قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}: "يجوز أن يكون معناه: وما أنت بمستجيب لك من في القبور، وكذلك هؤلاء لا يستجيبون، وأنّهم كَهُمْ في عدم الاستجابة، ولا عليك أن يجيبوا، إنّما عليك أن تسمعهم وتبلّغهم، إنّما أنت نذير، فهذا معنى قوله والله أعلم: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ} [فاطر: ٢٢، ٢٣] ".
[المطلب الثاني: الحديث]
[الفقرة الأولى: الكلام على معاني الأحاديث]
١ - ذهب رحمه الله (ص ٩٧) إلى معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمّ إنّ إبراهيم حرّم مكّة، وإنّي أحرّم ما بين لابتيها" ليس على ظاهره، ووجّهه بأنّ المقصود أنّ إبراهيم أَعْلَم بتحريم مكّة، لا أنّه هو المنشئ للتحريم أوّلاً، فقال رحمه الله بعد سوق الحديث:"ليس على ظاهره، وهو حديث رواه مالك عن عمرو ابن أبي عمرو عن أنس ... ومعناه عندي والله أعلم: أنّ إبراهيم عليه السلام أعلم بتحريم مكّة، وعُلِم أنّها حرام بإخباره، فكانّه حرّمها، إذ لم يعرف تحريمها أوّلاً في زمانه إلاّ على لسانه".