٢ - ذكر (ص ١٩٩) حديث عقبة بن عامر: "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا فصلّى على أهل أحد صلاته على الميّت".
وحمل معناه على أن المقصود بالصلاة هنا الدعاء، لا الصلاة المعهودة، فقال:"وهذا عندي - والله أعلم - يحتمل أن يكون خرج إليهم فدعا لهم بالرحمة والمغفرة، كما يدعى للميّت، و"الصلاة" في اللغة: "الدعاء"".
[الفقرة الثانية: الأحكام على الأحاديث]
١ - ذهب رحمه الله (ص ١٠٠) إلى توهين حديث عمرو ابن أبي عمرو عن أنس مرفوعَا: "اللهمّ إنّ إبراهيم حرّم مكّة ... "، بعد أن ساق حديث ابن عبّاس:"إنّ هذا بلد حرام، حرّمه الله يوم خلق السماوات والأرض ... " الحديث، فقال:"فلا وجه لمِا خالفه من الرواية على أنّها ليست بالقويّة، ولو صحّت لكان معناها ما ذكرنا"، علمًا أنّ الحديث رواه مسلم، كما هو مبيّن في موضعه من القسم المحقق.
٢ - ذهب رحمه الله (ص ١٠٥) إلى تصويب رواية قتيبة بن سعيد عن الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح: أنّه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكّة لقتال عبد الله بن الزبير: " أتأذن لي، أيّها الأمير، أحدِّثك قولاً قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغد من يوم الفتح ... " الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره، فقال رحمه الله:"وهذا الحديث الذي سألت عنه ذكره البخاري عن قتيبة بن سعيد عن الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح: أنّه قال لعمرو بن سعيد وذكر الحديث ... وقد روى هذا الحديث عبد الملك بن هشام عن زياد البكائي عن ابن إسحاق عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح الخزاعي قال: "لمّا قدم عمرو بن الزبير مكّة