سبب اختيار هذا الموضوع للبحث فيه لإنهاء مرحلة العالمية (الماجستير) يرجع إلى أمور، أهمّها:
١/ قيمة المؤلّف العلمية، وهو الإمام بحقّ جمال الدين يوسف بن عبد الله ابن محمّد بن عبد البرّ بن عاصم النمري القرطبي، فقد ملأ الآفاق شهرةً وعلمًا، حتّى لقّب بـ "حافظ المغرب"، قال عنه ابن حزم في "الإحكام"(٢/ ٦٧٣ - ٦٧٤): "وممّن أدركنا من أهل العلم على الصفة التي من بلغها استحقّ الاعتداد به في الاختلاف: ... يوسف بن عبد الله بن محمّد بن عبد البرّ النمري ... ".
وقال الذهبي في "العلوّ للعليّ الغفّار"(ص ١٨٢): "لقد كان أبو عمر ابن عبد البرّ من بحور العلم، واشتهر فضله في الأقطار ... "، إلى غير ذلك من الأقوال التي سيجدها القارئ في موضعها من الترجمة.
٢/ قيمة الكتاب العلمية، إذ إنّه يتولّى فيه إيضاح ما أشكل من الأحاديث في أصحّ كتاب بعد كتاب الله العزيز، وهو:"الجامع الصحيح" للإمام أبي عبد الله محمّد ابن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦) - رحمه الله -.
٣/ إحالة المصنّف عليه في موسوعتيه العظيمتين:"التمهيد" و"الاستذكار".
ولأجل هذه الأسباب ولغيرها، حرصت على خدمة هذا السفر الجليل الذي أرجو أن تثرى به المكتبة الإسلامية العامرة.