للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحديث الثالث عشر

حَدِيثُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَيِّتِ إِذَا دُفِنَ أَنهُ يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعَالِ إِذَا وَلوْا عَنْهُ مُدْبرِينَ (١).

وَذَكرْتَ قَوْلَ عَائِشَةَ حِينَ ذُكرَ لَهَا حَدِيثُ أَهْلِ الْقَلِيبِ أَنهَا نَزَعَتْ بقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (٢).


(١) أخرجه البخاري في [الجنائز (١٣٣٨) باب الميّت يسمع خفق النعال]، وفيه [(١٣٧٤ باب ما جاء في عذاب القبر] من طريق سعيد بن أبي عروبة، ومسلم في [كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٧٠) باب عرض مقعد الميّت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه، من طريق شيبان ابن عبد الرحمن وسعيد بن أبي عروبة كلاهما عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن العبد إذا وضع في قبره، وتولّى عنه أصحابه، إنّه ليسمع قرع نعالهم"، قال: "يأتيه ملكان فيقعدانه ... " الحديث.
(٢) أخرجه البخاري في [المغازي (٣٩٧٨ - ٣٩٧٩ - ٣٩٨٠ - ٣٩٨١) باب قتل أبي جهل]، ومسلم في [الجنائز (٩٣٢) باب الميّت يعذّب ببكاء أهله عليه] من طريق أبي أسامة حمّاد بن أسامة عن هشام ابن عروة عن أبيه قال: ذكر عند عائشة أنّ ابن عمر يرفع إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن الميّت يعذب في قبره ببكاء أهله"، فقالت: "وَهِلَ، إنّما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه ليعذّب بخطيئته وذنبه، وإنّ أهله ليبكون عليه الآن"، ذلك مثل قوله: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على القليب، وفيه قتلى بدر من المشركين، فقال لهم ما قال: "إنّهم ليسمعون ما أقول"، إنّما قال: "إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق"، ثم قرأتْ [النمل: ٨٠]: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}، يقول: حين تبوّءوا مقاعدهم من النار".

<<  <   >  >>