* الأوّل: أن الله يمتحنهم ويبعث إليهم رسولًا في عرصة القيامة، فمن أجابه أدخله الجنّة، ومن عصاه أدخله النار، فهناك يظهر منهم ما علمه الله سبحانه، ويجزيهم على ما ظهر من العلم، وهو إيمانهم وكفرهم، لا على مجرّد العلم، قال شيخ الإسلام: "وهذا أجود ما قيل في أطفال المشركين، وعليه تتنزّل جميع الأحاديث"، انظر "مجموع الفتاوى" (٤/ ٢٤٧). * الثاني: أنّهم في الجنّة، يدلّ على ذلك حديث سمرة بن جندب الذي في البخاري في رؤيا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وسيأتي - وفيه: "وأمّا الولدان الذين حوله فكلّ مولود مات على الفطرة"، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال: "وأولاد المشركين"، قال ابن القيّم: "فهذا الحديث الصحيح صريح في أنّهم في الجنّة، ورؤيا الأنبياء وحي" "طريق الهجرتين" (ص ٣٦٤). قال النووي: "وهو الذهب الصحيح المختار الذي ذهب إليه المحقّقون" "شرح مسلم" (١٦/ ٢٠٨). أمّا الأقوال الأخرى فكثيرة، منها: إنّهم تحت المشيئة، ومنها: أنهم تبع لآبائهم، ومنها: القول بالتوقّف والإمساك، كما هو مذهب المصنّف. أقول: قد غلّط ابن القيّم من فهم من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أعلم بما كانوا عاملين"، التوقّف وعدم الحكم لهم بجنّة أو نار، وإنما المعنى: "الله أعلم بما كانوا عاملين لو عاشوا"، فهو سبحانه وتعالى يعلم القابل منهم للهدى، العامل به لو عاش، والقابل منهم للكفر المؤثِر له، لكن لا يدلّ هذا على أنّه يجزيهم بمجرّد علمه، فهم بلا عمل يعملونه، وإنّما يدلّ على أنّه يعلم منهم ما هم عاملون بتقدير حياتهم ... " "طريق الهجرتين" (ص ٣٦١)، وانظر التعليق على هذا الموضع في "الشريعة" (٢/ ٨١٧ - ٨١٨)، و"الفتح" (٣/ ٢٤٦ - ٢٥١).