للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا" (١)، وروى يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الفتح: "إِنَّ اللهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمؤْمِنِينَ، وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلي، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ... "، وذكر الحديث (٢).

وفي قوله: "وَلَمْ يحرِّمْهَا النَّاسُ" أيضًا دليل واضح على أنّ قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لاَبْتَيْهَا (يعني: المدينة) " (٣)، ليس على ظاهره، وهو حديث رواه مالك عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس (٤)، وعمرو بن أبي عمرو


(١) أخرج البخاري حديث أبي بكرة في مواضع من "صحيحه"، فقد أخرجه في: العلم (٦٧) باب قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "رُبَّ مُبلَّغ أَوعَى من سامعٍ"، وفيه [(١٠٥) باب ليُبلِّغ الشاهد منكم الغائب]، وأخرجه في [الحجّ (١٧٤١) باب الخطبة أيّام منى]، وأخرجه في [الصيد (٥٥٥٠) باب من قال: الأضحى يوم النحر]، وأخرجه في [الفتن (٧٠٧٨) باب قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا ترجعوا بعدي كفّارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض"]، وأخرجه في [التوحيد (٧٤٤٧) باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)}]، وأخرج حديثه مسلم في [القسامة (١٦٧٩) باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال].
وأمّا حديث ابن عبّاس فقد أخرجه البخاري في "الصحيح" في [الحجّ (١٧٣٩) باب الخطبة أيّام مني].
وحديث ابن عمر - أيضًا - أخرجه البخاري في [الحدود (٦٧٨٥) باب ظهر المؤمن حِمًى، إلّا في حدّ أو حقّ]، وأمَّا حديث جابر فسيأتي عزوه (ص: ١٠٨)، وأمَّا حديث عمرو بن الأحوص فلم أقف عليه.
(٢) مضي تخريجه (ص: ٩٦).
(٣) أخرجه مسلم في [الحجّ (١٣٧٤) باب الترغيب في سُكنَى المدينة والصبر على لأوائها].
(٤) أخرجه البخاري في مواضع، أوّلها في الجهاد والسير (٢٨٩٣) باب مَن غزا بصبيٍّ للخدمة، وفيه (٢٨٨٩) باب فضل الخدمة في الغزو، وأخرجه في أحاديث الأنبياء (٣٣٦٧) في الباب العاشر منه، وأخرجه في المغازي (٤٠٨٤) باب "أُحُدٌ جَبلٌ يُحبُّنا ونُحبُّه"، وأخرجه في الاعتصام (٧٣٣٣) الباب =

<<  <   >  >>