للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون له مال غائب، ثم ذكر السائلين الذين منهم صادق وكاذب، ثم ذكر الرقاب الذين لهم أرباب يعولونهم، فكل واحد ممن أُخِّر ذِكْره أقل فقرًا ممن قُدِّم عليه» اهـ (١).

٥ - قال تعالى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (١٢)} (النساء).

قال السعدي - رحمه الله -: «وقَدَّم الوصية مع أنها مُؤَخَّرة عن الدَّيْن للاهتمام بشأنها؛ لكون إخراجها شاقًّا على الورثة، وإلا فالديون مُقَدَّمة عليها، وتكون من رأس المال» (٢).

٦ - قال تعالى: {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٨٥) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٨٦)} (يونس).

قال البيضاوي - رحمه الله - (٣): «في تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على أن الداعي ينبغي له أن يتوكل أولًا؛ لتُجاب دعوته» (٤).


(١) تفسير الراغب (ص ٣٧٩).
(٢) تفسير السعدي (ص ٦٦).
(٣) هو: عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي، أبو سعيد، أو أبو الخير، ناصر الدين البيضاوي، قاضٍ، مفسر، علامة، وُلِد في المدينة البيضاء (بفارس - قرب شيراز) وولي قضاء شيراز مدة، ثم صُرِف عن القضاء، فرحل إلى تبريز فتوفي فيها سنة: ٦٨٥ هـ. انظر: طبقات الشافعية للسبكي (٨/ ١٥٧)، الأعلام للزركلي (٤/ ١١٠، ١١١)
(٤) تفسير البيضاوي (٣/ ١٢٢).

<<  <   >  >>