٣ - تدبُّر المعنى العام للآية للتوصُّل إلى المعنى الأساسي الذي نزلت لتقريره.
وهذا أمر لابد من مراعاته؛ ذلك أن المعنى المقصود أصالةً، قد يُفْقَد عند تَتَبُّع اللَّطائف البلاغية، والمُلَح التدبُّريَّة في وجوه التعبير المتنوعة؛ ولذا نجد أن ابن جرير - رحمه الله - يُورِد المعنى العام بعد الآية مباشرة، ثم يذكر التفاصيل والأقوال بعد ذلك.
وهذا وسط بين رأي من أنكر الاشتغال بالمناسبات والدقائق واللطائف، ومن أغرق في ذلك على حساب المعنى الأصلي للآية، مما يصرف القارئ عن ملاحظته (١).
(١) انظر: الموافقات للشاطبي (٤/ ٢٦١). وانظر كلام الشوكاني في المناسبات في كتابه: فتح القدير (١/ ٨٥ - ٨٧)، وانظر: الفوز الكبير في أصول التفسير ص ٦٧.