للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القرطبي - رحمه الله -: «ففي دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمُحَلِّقين ثلاثًا وللمُقَصِّرين مرة (١)،

دليل على أن الحلق في الحج والعمرة أفضل من التقصير؛ وهو مقتضى قوله تعالى: {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ}، ولم يقل: تُقَصِّروا» (٢).

٥ - قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠)} (التحريم).

قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -: «فقوله سبحانه: {تَحْتَ} إعلام بأنه لا سلطان لهما على زوجيهما، وإنما السلطان للزوجين عليهما؛ فالمرأة لا تُسَاوَى بالرجل ولا تعلو فوقه أبدًا» (٣).

الصورة الثانية: ما يُسْتَخْرَج من مجموع دليلين فأكثر:

[التطبيق]

١ - «إن موسى - عليه السلام - سأل أَجَلَّ الأشياء؛ فقال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} (الأعراف: ١٤٣)، وسأل أقل الأشياء؛ فقال: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (٢٤)} (القصص)، فنحن أيضًا نسأل الله أَجَلَّ الأشياء؛ وهي خيرات الآخرة، وأقلها؛ وهي خيرات الدنيا؛ فنقول: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} (البقرة: ٢٠١)» (٤).


(١) أخرجه البخاري (١٧٢٧)، ومسلم (١٣٠١).
(٢) الجامع لأحكام القرآن (٢/ ٣٨١).
(٣) حراسة الفضيلة (ص ١٩).
(٤) من أسرار التنزيل (ص ١٣٢).

<<  <   >  >>