قال السيوطي - رحمه الله -: «تقدم أن صورة السبب قطعية الدخول في العام، وقد تنزل الآيات على الأسباب الخاصة وتوضع مع ما يناسبها من الآي العامة رعاية لنظم القرآن وحُسْن السياق، فيكون ذلك الخاص قريبًا من صورة السبب في كونه قطعي الدخول في العام، كما اختار السُّبْكِي أنه رُتْبَة متوسطة دون السبب وفوق المُجَرَّد.
مثالُه قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} ... إلى آخِرهِ، فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود لَمَّا قَدِموا مكة وشَاهدوا قتلى بدرٍ حَرَّضوا المُشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فَسَألوهم: من أهدى سبيلًا؟ محمد وأصحابه أم نحن؟ فقالوا: أنتم! !