للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: إعمال أنواع الدلالة في استخراج الهدايات من الآيات الكريمة.

[توطئة]

من المعلوم أن معاني الألفاظ: إما أن تكون مُسْتَفادة من منطوق اللفظ، أو من مفهومه.

وكل نوع من هذين (المنطوق والمفهوم) تحته أنواع، سنعرض جملة منها مع تطبيقاتها.

قال السعدي - رحمه الله -: «القاعدة الحادية عشرة: مُرَاعَاة دلالة التَّضَمُّن والمُطَابَقة والالتزام.

كما أن المُفَسِّر للقرآن يُرَاعِي ما دلت عليه ألفاظه مُطَابَقة، وما دخل في ضمنها، فعليه أن يُرَاعِي لوازم تلك المعاني، وما تستدعيه من المعاني التي لم يُعَرَّج في اللفظ على ذِكْرِها.

وهذه القاعدة: من أَجَلّ قواعد التفسير وأنفعها، وتَسْتَدعي قوة فِكْر، وحُسْن تدبر، وصحة قصد؛ فإن الذي أنزله للهدى والرحمة هو العَالِم بكل شيء، الذي أحاط علمه بما تُكِنّ الصدور، وبما تَضَمَّنَه القرآن من المعاني، وما يتبعها وما يتقدمها، وتتوقف هي عليه.

ولهذا أجمع العلماء على الاستدلال باللوازم في كلام الله لهذا السبب.

والطريق إلى سلوك هذا الأصل النافع: أن تَفْهَم ما دل عليه اللفظ من المعاني، فإذا فهمتها فهمًا جيدًا، فَفَكِّر في الأمور التي تتوقف عليها، ولا تحصل بدونها، وما يُشْتَرط لها، وكذلك فَكِّر فيما يترتب عليها، وما يتفرع عنها، وينبني عليها،

<<  <   >  >>