للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النظر والتدبر في المناسبات (١) بأنواعها:

[أ. الربط بين السورة والتي قبلها، والسورة والتي بعدها (عند القائل بأن ترتيب السور توقيفي)]

[التطبيق]

١ - (سورتا: القمر والرحمن):

قال ابن الزبير الغرناطي - رحمه الله - (٢): «إذا تأملت سورة القمر، وجدت خطابها وإعذارها خاصًّا ببني آدم، بل بمشركي العرب منهم فقط، فأُتْبِعَت بسورة الرحمن؛ تنبيهًا للثقلين وإعذارًا إليهم، وتقريرًا للجنس على ما أودع الله تعالى في العالم من العجائب والبراهين الساطعة؛ فتكرر فيها التقرير والتنبيه بقوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} خطابًا للجنسين، وإعذارًا للثقلين، فبان اتصالها بسورة القمر أشد البيان» (٣).


(١) المناسبات في اللغة: جمع مناسبة، على وزن مفاعلة، وهي ارتباط بين شيئين أو أكثر؛ قال في المقاييس: «النون والسين والباء، كلمة واحدة، قياسها: اتصال شيء بشيء؛ منه: النَّسَب؛ لاتصاله وللاتصال به». المقاييس في اللغة (مادة نسب) (٥/ ٤٢٣). والمناسبات في الاصطلاح: علم منه تُعرف عِلَل الترتيب في القرآن الكريم. انظر: البرهان للزركشي (١/ ٣٥)، نظم الدرر (١/ ٥)، الإتقان في علوم القرآن (٣/ ٣٣٩)، الكليات (٨٦٦).
(٢) هو: أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، أبو جعفر، مُحَدِّث مُؤَرِّخ، من أبناء العرب الداخلين إلى الأندلس، انتهت إليه الرياسة بها في العربية ورواية الحديث والتفسير والأصول، ولد في جَيَّان، وأقام بمَالِقَة، فحدثت له فيها شؤون ومُنَغِّصَات، فغادرها إلى غرناطة فطاب بها عيشه وأكمل ما شرع فيه من مصنفاته. وتوفي فيها سنة ٧٠٨ هـ. انظر: الوافي بالوفيات (٦/ ١٤٠)، والأعلام للزركلي (١/ ٨٦).
(٣) البرهان في تناسب سور القرآن (١/ ٣٢٨).

<<  <   >  >>