للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - المنطوق غير الصريح (دلالة الالتزام) (١):

ويدخل تحتها ثلاثة أنواع: (اقتضاء، وإشارة، وإيماء وتنبيه):

الأول: دلالة الاقتضاء (٢):

[التطبيق]

١ - قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٩)} (البقرة).

قال القَصَّاب - رحمه الله - (٣): «دليل واضح لمن تدبره أن حرمان التوفيق أقعدهم عن الإيمان؛ لما حسدوا عليه غيرهم وتبين لهم حقيقته؛ إذ محال أن يحسدوا غيرهم على ما هو باطل وفي أيديهم -بزعمهم- ما هو خير منه» (٤).


(١) وهي دلالة اللفظ على خارجٍ عن مُسَمَّاه، لازم له لزومًا ذهنيًّا، أو خارجيًّا. انظر: البحر المحيط في أصول الفقه (١/ ٢٢٩)، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة (ص ٤٤٦).
(٢) وهي: أن يتضمن الكلام إضمارًا ضروريًّا لابد من تقديره؛ لأن الكلام لا يستقيم دونه: إما لتوقف الصدق عليه، وإما لتوقف الصحة عليه نقلًا، أو عقلًا. انظر: الإحكام في أصول الأحكام للآمدي (٣/ ٦٤)، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة (ص ٤٤٧).
(٣) هو: أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الكرجي الغازي المجاهد، وعُرِف بالقصاب؛ لكثرة ما قَتَل في مغازيه. عاش إلى حدود ٣٦٠ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (١٦/ ٢١٣).
(٤) نكت القرآن (١/ ١٣٢).

<<  <   >  >>