للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: دلالة الإيماء والتنبيه (١):

[التطبيق]

١ - قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٤١)} (المائدة).

قال السعدي - رحمه الله -: «دل على أن طهارة القلب سبب لكل خير، وهو أكبر داعٍ إلى كل قول رشيد وعمل سديد» (٢).

٢ - قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥)} (الأعراف).

قال ابن القيم: «في قوله: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} عقب قوله: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، دليل على أن من لم يَدْعُه تضرعًا وخُفْيَة، فهو من المُعتدين الذين لايُحبهم، فقسمت الآية الناس إلى قسمين: داعٍ لله تضرعًا وخُفية، ومُعْتَدٍ بترك ذلك» (٣).


(١) وهي: أن يُذْكَر وصف مُقْتَرِنٌ بحكم في نص من نصوص الشرع على وجه لو لم يكن ذلك الوصف عِلَّة لذلك الحكم لكان الكلام معيبًا. انظر: نشر البنود (١/ ٢٨٥ - ٢٨٦)، المذكرة في أصول الفقه (ص ٢٨٣).
(٢) تفسير السعدي (ص ٢٣١).
(٣) بدائع الفوائد (٣/ ١٤).

<<  <   >  >>