للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن القيم - رحمه الله -: «تأمل قوله تعالى: {أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ} كيف جعل ضوءها خارجًا عنه مُنفصلًا، ولو اتصل ضَوْءها به ولابسَه لم يذهب، ولكنه كان ضَوء مُجاورة، لا مُلابَسة ومُخالَطة، وكان الضَوء عارضًا والظُّلمة أصلية، فرجع الضوء إلى معدنه وبقيت الظلمة في معدنها، فرجع كل منهما إلى أصله اللائق به» (١).

٣ - قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨)} (البقرة).

قال ابن القيم - رحمه الله -: «فالمَلَك والشيطان يتعاقبان على القلب تَعَاقُب الليل والنهار؛ فمن الناس من يكون ليله أطول من نهاره، وآخر بضده، ومنهم من يكون زمنه نهارًا كله، وآخر بضده، نستعيذ بالله تعالى من شر الشيطان» (٢).

٤ - قال تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١٥٤)} (آل عمران).

قال ابن القيم - رحمه الله -: «فمن ظن بأنه لاينصر رسوله، ولا يُتِم أمره، ولا يُؤيده ويُؤيد حزبه، ويُعليهم ويُظفِرهم بأعدائه، ويُظهرهم عليهم، وأنه لاينصر دينه وكتابه، وأنه يديل الشرك على التوحيد، والباطل على الحق إِدَالَة مُسْتَقِرَّة يَضْمَحِل معها التوحيد


(١) اجتماع الجيوش الإسلامية (٢/ ٦٤).
(٢) إغاثة اللهفان (١/ ١٠٨).

<<  <   >  >>