للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - قال تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} (الكهف: ٣٩).

قال ابن هبيرة - رحمه الله -: «ما قال: (ما شاء الله كان) ولا: (يكون)، بل أطلق اللفظ؛ لِيَعُم الماضي والمستقبل والراهن» (١).

٤ - قال تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (١٥)} (مريم).

في وجه تخصيص السلام عليه في هذه المواطن الثلاثة؛ قال ابن كثير - رحمه الله -: «قال سفيان بن عيينة - رحمه الله -: أَوْحَش ما يكون الخَلْق في ثلاثة مواطن: يوم وُلِد؛ فيرى نفسه خارجًا مما كان فيه، ويوم يموت؛ فيرى قومًا لم يكن عَايَنَهم، ويوم يُبعَث؛ فيرى نفسه في مَحْشَر عظيم؛ قال: فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا، فخصه بالسلام عليه» (٢).

٥ - قال تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (١١٠)} (الأنبياء).

في وجه تخصيص علمه بالجهر من القول مع أن ذلك لا يخفى؛ قال ابن هبيرة - رحمه الله -: «المعنى أنه إذا اشتدت الأصوات وتَغَالَبَت، فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان، والله - عز وجل - يسمع كلام كل شخص بعينه، ولا يشغله سمعٌ عن سمع» (٣).


(١) ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١٤٧).
(٢) تفسير ابن كثير (٥/ ٢١٧). ووجه تَعَلُّق ذلك بموضوع (العموم والخصوص) من جهة كونه قد خَصَّ هذه الأوقات الثلاثة.
(٣) ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١٤٥). وعلاقة هذا المثال بالباب: من جهة تخصيص علمه بحالة الجهر من القول.

<<  <   >  >>