للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحسب أدائكم لمطلوبه منكم وهو الإحسان الذي هو في الحقيقة إحسان إلى أنفسكم؛ فإن الله تعالى هو الغني الحميد، وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم» (١).

١٠ - قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤)} (الأنفال).

قال ابن القيم - رحمه الله -: «الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فمن لم تحصل له هذه الاستجابة، فلا حياة له، وإن كانت له حياة بهيمية مُشْتَرَكَة بينه وبين أرذل الحيوانات؛ فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرًا وباطنًا.

فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة، فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة، وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول - صلى الله عليه وسلم -» (٢).

١١ - قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩)} (الأنفال).

قال ابن القيم - رحمه الله -: «ومن الفرقان: النور الذي يُفَرِّق به العبد بين الحق والباطل، وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم» اهـ (٣).


(١) بدائع الفوائد (٣/ ١٧).
(٢) الفوائد (ص ٨٨).
(٣) أعلام الموقعين (٤/ ١٩٩).

<<  <   >  >>