(٢) ـ قد خولف صامت بن معاذ في هذا، فرواه أحمد بن محمد جد الأزرقي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وعبد الجبار بن العلاء عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد عن طاوس من قول ابن عباس، وهو الصحيح كما سيأتي. وقد أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (٢/ ١١) عن جده أحمد بن محمد، والفاكهي في "أخبار مكة" (٣١٠ و ٦٧٣) عن محمد بن أبي عمر العدني، وعبد الجبار بن العلاء، ثلاثتهم: عن سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة قال: كنت أطوف مع طاوس فقال لي: ألم أقل لك؟ قلت: لا أدري والله، قال: ألم أقل لك إن ابن عباس قال: إذا طفت بالبيت فأقلل فيه الكلام فإنه صلاة. واختلف فيه على إبراهيم بن ميسرة: فأخرجه عبد الرزاق (٩٧٩٠) عن ابن جريج، والنسائي في "السنن الكبرى" (٣٩٣١) -ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" (١٢/ ١٩٦) -من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، كلاهما (ابن جريج، وأبو عوانة) عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: الطواف بالبيت صلاة، فأقلوا به الكلام. وخالفهما محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، فرفعه، فقد أخرجه الطبراني (١١/رقم ١٠٩٧٦)، والمخلص في "المخلصيات" (٢٧٩٦) من طريقه عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطواف صلاة فأقلوا فيه الكلام. ومحمد بن عبد الله ضعيف الحديث، وقد خالف من هما أوثق منه وأثبت فالوجه الموقوف أرجح من حديث إبراهيم. وانظر أيضا: "الإمام في معرفة أحاديث الأحكام" لابن دقيق العيد (٢/ ٤١٢). وقد صح من فعل ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما من طريق عطاء بن أبي رباح عنهما تقدم تخريجه في الأثر السابق.