فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله ثم أقبل وهو يقول:
شفى النفس من قد بات بالقاع مسندا تضرج ثوبيه دماء الأخادع
وكانت هموم النفس من قبل قتله تلم فتنسينى وطىء المضاجع
قتلت به فهرا وغرمت عقله سراة بنى النجار أرباب فارع
حللت به نذرى وأدركت ثورتى وكنت إلى الأوثان أول راجع
وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا، ثم أتاها رجل فبعث معها كتابا إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم ليحفظ عياله، وكان له بها عيال فأتى جبرئيل النبى - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى أثرها عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب، فلحقاها فى الطريق ففتشاها فلم يقدرا على شىء معها، فأقبلا راجعين فقال أحدهما لصاحبه: والله ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها، فسلا سيفهما، ثم قالا، لتدفعن علينا الكتاب أو لنذيقنك الموت، فأنكرت ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا