كبروا ثم أكبوا رواحلهم فى الطريق فلم يظلموه يمينا ولا شمالا. فكأنى أنظر إليهم منطلقين، ثم جاءت الرعلة الثانية وهم أكثر منهم أضعافا، فلما أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم فى الطريق، فمنهم المرتع ومنهم الآخذ الضغث ومضوا على ذلك ثم قدم عظم الناس فلما أشفوا على المرج كبروا وقالوا: هذا خير المنزل، كأنى أنظر إليهم يميلون يمينا وشمالا، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتى أقصى المرج فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات وأنت فى أعلاها درجة، وإذا عن يمينك رجل آدم سبل أقنى، إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طولا، وإذا عن يسارك رجل ربعة تار أحمر كثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره بالماء، إذا هو تكلم أصغيتم له إكراما له، وإذا أمامكم رجل شيخ أشبه الناس بك خلقا ووجها كلكم تؤمونه تريدونه وإذا أمامه ناقة عجفاء شارف فإذا أنت يا رسول الله كأنك تتبعها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما ما رأيت من الطريق