كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي

ذكر لباس رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وما روى فى البياض - ذكر قناعته، -صلى الله عليه وسلم-، بثوبه ولباسه القميص وما كان يقول إذا لبس ثوبا عليه - ج: 1 - ص: 396

أخبرنا عمر بن حفص العبدىّ عن يزيد بن أبَان الرقاشى أبى محمّد عن أنس ابن مالك قال: كان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يكثر التقنع بثوبه حتى كأن ثوبه ثوب زياتٍ أو دهانٍ.

أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا زُهير عن عُروة بن عبد الله بن قُشَير، حدّثنى معاوية بن قُرّة عن أبيه قال: أتيتُ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فى رهط من مُزينة، فبايعته وإن قميصه لَمُطْلَقٌ، نمّ أدخلتُ يدى من جَيْبِ قميصه فَمَسِسْتُ الخاتم، قال عُروة: فما رأيتُ معاوية وابنه فى شتاء ولا حَرّ إلّا مُطْلِقَىْ أزْرارهما لا يَزُرّان أبدًا (١).

أخبرنا عبد الوهّاب بن عَطاء العِجْلى قال: أخبرنا سعيد بن إياس الجُريرى عن أبى نَضرة عن أبى سعيد الخُدْرىّ قال: كان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إذا استجدّ ثوبًا سمّاه باسمه قميصًا أو إزارًا أو عمامة، ويقول: اللهمّ لَكَ الحَمْدُ أنْتَ كَسَوْتَنِيهِ أسْألُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ وَأعوذُ بِكَ مِن شَرّهِ وشَرّ ما صُنِعَ لَهُ (٢).

أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسدىّ، أخبرنا سفيان عن ابن أبى ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: كان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إذا لبس ثوبًا، أو قال: إذا لَبِسَ أحَدُكُمْ ثَوْبًا فَلْيَقُلِ الحَمْدُ لله الّذى كَسَانى ما أُوارى بهِ عَوْرَتى وَأتَجَمّلُ بهِ فى حيَاتى (٣).

أخبرنا محمّد بن مقاتل قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا موسى ابن عُبيدة عن إياس بن سَلمة عن أبيه قال: بعث النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عثمان بن عفّان إلى مكّة فأجارَه أبان بن سعيد، حَمَله على سرجه وردفه حتى قدم به مكّة، فقال: يابن عمّ أراك مُتَخشعًا! أسبِلْ إزارَكَ كَمَا يُسْبِلُ قَوْمُكَ، قال: هكذا يأتزِر صاحبنا إلى أنْصَاف سَاقَيْه، قال: يابن عمّ طُف بالبيت، قال: إنّا لا نصنع شيئًا حتى يَصْنَعَ صاحبنا ونَتْبَعَ أثره.

---

(١) الصالحى ج ٧ ص ٤٦٤.
(٢) أورده النويرى بنصه ١٨ ص ٢٨٨.
(٣) الصالحى ج ٧ ص ٤٢٥.