ولم تكن بينهما فَتْرة، وإنّه أرسل بينهما ألف نبى من بنى إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم، وكان بين ميلاد عيسى والنبى، عليه الصلاة والسّلام، خمسمائة سنة وتسع وستّون سنة، بعث فى أوّلها ثلاثة أنبياء، وهو قوله:{إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ}[سورة يس: ١٤]؛ والذى عُزّز به شمعون، وكان من الحواريّين، وكانت الفترة التى لم يبعث الله فيها رسولًا أربعمائة سنة وأربعًا وثلاثين سنة، وإنّ حَوَارِيّى عيسى بن مريم كانوا اثنى عشر رجلًا، وكان قد تبعه بشر كثير ولكنه لم يكن فيهم حوارى إلّا اثنا عشر رجلًا، وكان من الحواريّين القصّار والصيّاد، وكانوا عُمّالًا يعملون بأيديهم، وإنّ الحواريّين هم الأصفياء، وإن عيسى، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حين رُفع كان ابن اثنتين وثلاثين سنة وستّة أشهر، وكانت نبوّته ثلاثين شهرًا، وإن الله رفعه بجسده، وإنّه حىّ الآن، وسيرجع إلى الدنْيا فيكون فيها ملِكًا، ثمّ يموت كما يموت النّاس، وكانت قرية عيسى تسمّى ناصرة، وكان أصحابه يُسمّون الناصريين، وكان يُقال لعيسى النّاصرىّ فلذلك سُميت النّصارى.
* * *
[ذكر تسمية الأنبياء وأنسابهم، صلى الله عليهم وسلم]
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم الكنانى أبو النضر قالا: أخبرنا المسعودى عن أبى عمر الشآمى عن عبيد بن الخشخاش عن أبى ذرّ قال: قلت للنبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أىّ الأنْبياء أوّل؟ قال: آدم، قال قلت: أوَ نَبِيًّا كان؟ قال: نَعَمْ نَبِىّ مُكَلَّمٌ؛ قال فقلت: فكم المرسلون؟ قال: ثلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفيرًا.
قال: أخبرنا خالد بن خِداش، أخبرنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبى أيّوب عن جعفر بن ربيعة وزياد مولى مصعب قال: سئل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عن آدم: أنبيًّا. كان؟ قال: بَلَى نَبِىّ مُكَلَّمٌ.
قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبىّ عن أبيه قال: أوّل نبىّ بُعث إدريس، وهو خنوخ (١) بن يارذ بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم،
(١) وردت الأسماء التالية فى بعض المصادر بصور أخرى، وقد آثرت رواية الأصول هنا. حيث لم تتفق المصادر على صورة موحدة للكثير منها.