للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكر أبى طالب وضَمه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إليه وخروجه معه إلى الشام فى المرة الأولى

قال: أخبرنا محمّد بن عمر بن واقد الأسلمى قال: أخبرنا مَعْمَر عن ابن أبى نَجِيح عن مجاهد قال: وحدّثنا مُعاذ بن محمّد الأنصارى عن عطاء عن ابن عبّاس قال: وحدّثنا محمّد بن صالح وعبد الله بن جعفر وإِبراهيم بن إسماعيل بن أبى حَبيبة، دخل حديث بعضهم فى حديث بعض، قالوا: لما تُوُفى عبد المطّلب قَبَضَ أبو طالب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إليه فكان يكون معه، وكان أبو طالب لا مال له، وكان يحبّه حبًّا شديدًا لا يحبّه ولدَه، وكان لا ينام إلّا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وصَبّ به أبو طالب صبابة لم يَصَبّ مثلها بشئ قط، وكان يخصّه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبى طالب جميعًا أو فُرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شبعوا، فكان إذا أراد أن يُغَذّيَهُمْ قال: كما أنتم حتى يحضُر ابنى، فيأتى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فيأكل معهم فكانوا يُفضلون من طعامهم. وإنْ لم يكن معهم لم يشبعوا، فيقول أبو طالب: إنّك لمبارك! وكان الصبيان يصبحون رُمْصًا شُعثًا ويصبح رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، دَهِينًا كَحِيلًا (١).

قال: أخبرنا مُعاذ بن مُعاذ العنبرىّ، أخبرنا ابن عون عن ابن القِبْطِية قال: كان أبو طالب توضع له وِسادة بالبَطْحاء مثنيةً يتكئ عليها، فجاء النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فبسطها ثمّ استلقى عليها، قال: فجاء أبو طالب فأراد أن يتكئَ عليها فسألَ عنها فقالوا: أخذها ابن أخيك، فقال: وحِلِّ البطحاء إن ابن أخى هذا ليُحسِن بنعيم.

قال: أخبرنا عثمان بن عمر بن فارس البصرىّ، أخبرنا ابن عون عن عمرو بن سعيد قال: كان أبو طالب تُلقى له وسادة يقعدُ عليها، فجاء النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو غلام، فَقَعَد عليها، فقال أبو طالب: وإلهِ ربيعة إن ابن أخى ليُحسِن بنعيم.


(١) النويرى ج ١٦ ص ٨٩ - ٩٠. ولدى ابن الأثير فى النهاية (رمص) فى حديث ابن عباس "كان الصبيان يُصْبِحون غُمْصًا رُمْصًا، ويصبح رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَقِيلًا دَهِينًا" أى فى صغره. يقال غَمِصَت العين ورَمِصَت، من الغَمَص والرَّمَص، وهو البياض الذى تقطعه العين ويجتمع فى زوايا الأجفان، والرمص: الرطب منه، والغَمص: اليابس.