اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [سورة النور: ٣٣]، فخذها بارك الله لك فيها! قال: فبارك الله لى فيها، عتقتُ منها وأصبتُ منها المال الكثير، فسألتُه أن يأذن لى إلى العراق قال: أمّا إذ كاتبتُك فانطق حيث شئتَ، قال: فقال لى ناس كاتبوا مواليهم: كلّمْ لنا أميرَ المؤمنين أن يكتب لنا كتابًا إلى أمير العراق نُكْرَم به، قال: وعلمتُ أنّ ذلك لا يوافقهُ فاستحييتُ من أصحابي، قال: فكلّمتُه فقلتُ: يا أمير المؤمنين اكتب لنا كتابًا إلى عاملك بالعراق نُكْرَم به، قال: فغضب وانتهرنى ولا والله ما سبّنى سُبّة قطّ ولا انتهرنى قطّ قبلها، فقال: أتريد أن تظلم النّاس؟ قال: قلت لا، قال: فإنّما أنت رجل من المسلمين يسعك ما يسعهم، قال: فقدمتُ العراق فأصبتُ مالًا وربحتُ ربحًا كثيرًا، قال: فأهديتُ له طُنْفُسَةً ونَمَطًا، قال: فجعل يطاوينى ويقول: إنّ ذا لَحسن، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين إنّما هى هديّة أهديتُها لك، قال: إنّه قد بقى عليك من مكاتبتك شئ فبعْ هذا واستعنْ به في مكاتبتك، فأبَى أن يقبل.
* * *
٣٨٢٠ - سيرين مولى أنَس بن مالك
الأنصاريّ كتابةً، روى عن عمر بن الخطّاب.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام بن حسّان عن محمّد بن سيرين أنّ كنية سيرين أبو عمرة.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: أرادنى سيرين على المكاتبة فأبيتُ عليه فأتى عمرَ بن الخطّاب فذكر ذلك فأُقبِلُ على عمر، فقال: كاتِبْه، فكاتَبْتُه.
قال: أخبرنا محمّد بن حُمَيد العَبدىّ عن مَعْمَر عن قتادة قال: سأل سيرين أبو محمّد أنس بن مالك الكتابة فأبَى أنس فرفع عمر بن الخطّاب عليه الدِّرّة وقال: بلى كاتبوهم، فكاتبه.
٣٨٢٠ - من مصادر ترجمته: الثقات لابن حبان ج ٤ ص ٣٤٩.