للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا شريك له وأنك عبده ورسوله، وجئنا يا رسول الله ولم تبعث إلينا بعثًا ونحن لمن وراءنا سِلْم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [سورة الحجرات: ١٧].

قالوا: فلما ارتدت العرب ارتد طُلَيْحَة وأخوه سلمة ببنى أسد فيمن ارتد من أهل الضاحية، وادعى طُلَيْحة النبوة، فلقيهم خالد بن الوليد ببُزَاخَة، فأوقع بهم، وهرب طُلَيْحَة حتى قدم الشام، فأقام عند آل جفنة الغسانيين حتى توفى أبو بكر، ثم خرج محرمًا بالحج، فقدم مكة فلما رآه عمر قال: يا طليحة لا أحبك بعد قتل الرجلين الصالحين عُكَّاشة بن مِحْصَن وثابت بن أَقْرَم - وكانا طليعتين لخالد بن الوليد فلقيهما طليحة وسلمة ابنا خويلد فقتلاهما - فقال طليحة: يا أمير المؤمنين، رجلين أكرمهما الله بيدى ولم يُهِنِّى بأيديهما، وما كل البيوت بنيت على المحبة، ولكن صفحة جميلة فإن الناس يتصافحون على الشنآن. وأسلم طليحة إسلامًا صحيحًا ولم يُغْمَصْ عليه في إسلامه، وشهد القادسية ونهاوند مع المسلمين، وكتب عُمَرُ أَنْ شاوروا طليحة في حربكم ولا تولوه شيئًا (١).

* * *

١١٣٥ - وَابِصَة بن مَعْبَد الأَسَدِيّ

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني هشام بن سعد عن محمد بن كعب القرظى قال: قدم عشرة رهط من بني أسد فيهم وابصة بن معبد الأسدى على رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأسلموا وذلك في سنة تسع.

قال محمد بن عمر: وصحب وابصة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وروى عنه أنه صلى خلف الصفوف وحده، فأمره رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أن يعيد. وكان ممن أسلم ورجع إلى بلاد قومه ثم خرج إلى الجزيرة، فنزلها إلى أن مات بها وله بها بقية وعقب.


(١) انظره لدى ابن الأثير في أسد الغابة ج ٣ ص ٩٥.
١١٣٥ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٥ ص ٤٢٧.