كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي

ذكر من كان يفتى بالمدينة ويقتدى به من أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على عهد رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وبعد ذلك وإلى من انتهى علمهم - ١ - علي بن أبي طالب، رضي الله عنه - ج: 2 - ص: 291

عن شئ من الجدّ فقال: ما تريد إليه؟ لقد حفظتُ فيه مائة قضيّة عن عمر! قلتُ: كُلّها عن عمر؟ قال: كلّها عن عمر.

أخبرنا حجّاج بن محمّد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: قال عمر بن الخطّاب لعبد الله بن مسعود ولأبى الدّرْداء ولأبى ذرّ: ما هذا الحديث عن رسول الله؟ قال: أحْسَبُه! قال: ولم يَدَعْهم يخرجون من المدينة حتى مات.

أخبرنا محمّد بن عمر الأسلميّ، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن لَبيد قال: سمعتُ عثمان بن عفّان على منبر يقول: لا يحلّ لأحدٍ يَرْوى حديثًا لم يُسمع به في عهد أبى بكر ولا عهد عمر، فإنّه لم يمنعنى أن أحدّث عن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ألا أكون من أوعى أصحابه عنه، ألا إنّى سمعته، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول: مَن قال عَلَيّ ما لم أقُلْ فقد تبوّأ مقعدَهُ من النّار.

* * *

[١ - علي بن أبي طالب، رضي الله عنه]

أخبرنا يَعْلى بن عُبيد، أخبرنا الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَريّ عن عليّ قال: بعثنى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى اليَمَن فقلتُ يا رسول الله بعثتنى وأنا شابّ أقضى بينهم ولا أدرى ما القضاءُ! فضرب صدرى بيده ثمّ قال: اللهمّ اهدِ قلبه وثبّت لسانه! فوالّذى فلق الحبّةَ ما شككتُ في قضاء بين اثنين.

أخبرنا الفضل بن عَنْبَسَة الخَزّاز الواسطيّ قال: أخبرنَا شَريك عن سِماك عن حَنش بن المعتمر عن عليّ قال: بعثنى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى اليمن قاضيًا فَقلتُ يا رسول الله إنّك تُرسِلُنى إلى قوم يسألونَنى ولا عِلْمَ لي بالقضاء! فوضع يدَه على صَدرى وقال: إنّ الله سَيَهْدى قَلْبَكَ ويثبّت لسانك فإذا قعد الخصْمان بين يدَيْك فلا تَقضِ حتى تسمع من الآخر كما سمعتَ من الأوّل، فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاءُ: فما زلتُ قاضيًا أوْ ما شككتُ في قضاء بعدُ.

---

١ - من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال ج ٢٠/ الترجمة ٤٠٨٩، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ١٧ ص ٢٩٧ - ٣٨٩ وج ١٨ ص ٥ - ٩٩.
كما ترجم له ابن سعد من أصحاب رسول الله من المهاجرين، وكذلك فيمن نزل الكوفة من الصحابة.