للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عوف يسير من ورائهنّ على راحلته فلا يدعَ أحدًا يدنو منهنّ، وينزلن مع عمر كلّ منزل فكان عثمان وعبد الرّحمن ينزلان بهنّ في الشّعاب فَيُقبِّلُونَهُنّ (١) الشّعاب (٢) وينزلان هما في أوّل الشّعب فلا يتركان أحدًا يمُرّ عليهنّ، فلمّا استُخلِفَ عثمان بن عفّان سنة أربعٍ وعشرين بعث تلك السنة على الحجّ عبد الرّحمن بن عوف فحجّ بالناس.

قال: أخبرنا محمّد بن كثير العبدى قال: أخبرنا سليمان بن كثير عن الزّهريّ عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قال: أُغْمىَ على عبد الرّحمن بن عوف ثمّ أفاق فقال: أَغُشىَ عَلَيّ؟ قالوا: نعم، قال: فإنّه أتانى مَلَكان أو رجلان فيهما فَظاظةٌ وغِلْظَةٌ فانطلقا بي ثمّ أتانى رجلان أو ملكان هما أرَقّ منهما وأرحمُ فقالا: أين تُريدان به؟ قالا: نريد به العزيز الأمين، قالا: خَلّيا عنه فإنّه ممّن كُتِبَتْ له السّعادةُ وهو في بطن أمّه.

قال: أخبرنا محمّد بن حميد العَبْديّ عن مَعْمَر عن الزّهريّ عي حُميد بن عبد الرّحمن بن عوف عن أمّه أمّ كلثوم، وكانت من المهاجرات الأوَل، في قوله {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [سورة البقرة: ٤٥]، قالت: غُشى على عبد الرّحمن بن عوف غَشْيَةً (٣) ظنّوا أنّ نفسه فيها، فخرجت امرأته أمّ كلثوم إلى المسجد تستعين بما أُمِرَتْ أن تستعين به من الصبر والصلاة.

* * *

ذكر وفاة عبد الرّحمن وحَمْلِ سريره وما قيل بعد وفاته

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الزّهريّ عن


(١) كذا في ل بهذا الضبط، وفى ث "فَيُقَبِّلُوهُنَّ" لهذا الضبط، وفى ت "فيقبلوهُنّ" بضبط الحرفين الأخيرين فقط. وبهامش ل قراءة الشيخ محمد عبده "فَيُقْبلُونَهُنَّ".
(٢) الشعاب: ت، ث "الشِّعب".
(٣) في متن ل "غِشْيَةً" وبهامشها: الشيخ محمد عبده "غَشيَةً" وقد آثرت قراءة الشيخ اعتمادا على روايتى ت، ث وقد ضبطت الكلمة فيهما بفتح الغين المعجمة ضبط قلم. وفي طبعتى إحسان وعطا "غِشْيَةً".